محاربة الأمية لأنها رمز التخلف

لا شك أن الأمية هي البقاء على الجهل والوصف الذي ولدته عليه أمه وتطلق على عدم معرفة الكتابة والقراءة وقد علم أن التعلم والقراءة خير وأفضل من البقاء على الأمية والجهل حيث أن القراءة للكتب والرسائل تكسب القارئ معرفة وعلمًا بما كان يجهله ويتمكن من البحث والتعلم للمسائل التي تعرض له في حياته ليعرف حكمها ويعمل بها ويفيد غيره من الجهلة وقد مدح الله العلم وأهله وذكر عدم مساواتهم لغيرهم في قوله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ المعنى لا يستوون بل بينهم تفاوت كبير. فعلى هذا يندب محاربة الأمية التي هي الجهل وعدم معرفة القراءة والكتابة وتسعى في تعليم الأفراد وبيان الطرق التي يحصل بها التعلم والقدرة على التمكن من معرفة الكتابة واستعمال وسائل الإيضاح لأن الجهل رمز التخلف أي علامة على الجهل الكبير وترك العمل بالشريعة عقيدة وعملا فقد ذم الله تعالى الإعراب بقوله: الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ هكذا وصفهم بأنه أجدر وأحرى أن يبقوا على الجهل بحدود الله وشريعته لبعدهم عن المدن التي يكون فيها التعلم والقراءة لكونهم عادة يتنقلون من موضع إلى آخر فيندر أن يكون فيهم قارئ أو كاتب. فأما كون النبي صلى الله عليه وسلم أميًا لا يقرأ ولا يكتب فإن ذلك معجزة له وعلامة على صدقه ولذلك قال تعالى: وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ أي لو كنت تقرأ أو تكتب لظنوا أنك تنسخ هذا الكتاب من كتب الأولين فقد حكى الله عنهم أنهم قالوا: أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا فالجواب كيف اكتتبها وهو أمي لا يقرأ في الكتب ولا يكتب بيمينه ، فأما العرب قبل البعثة فإنهم أعراب يتنقلون في الصحاري لا يعرفون قراءة ولا كتابة فلذلك سماهم الله الأميين فالأمية وصف أغلب في حقهم وذلك نقص وعيب ولذلك تعلموا في الإسلام وأقبلوا على تعلم القراءة والكتابة وزال ذلك الوصف عن كل من صار يقرأ ويكتب. والله أعلم . ,

أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

المزيد