فتاوى ابن جبرين » عادات » ألبسة » الألبسة من حيث صفتها » طول الألبسة » الإسبال للرجل
إسبال الثوب
س: انتشر بين الناس في هذا الزمان إسبال الثياب وتهاونوا فيه. فما
حكمه؟ وهل هو من الكبائر أم لا؟ علمًا بأن بعض الناس احتج بأن هذا الدين
أعظم من أن يهتم بهذه السنتمترات البسيطة؟ وهل تصح صلاة المسبل أو الصلاة
خلقه؟ علمًا أن بعض الناس إذا نصحته قال: أنه يسبل ثوبه بدون تكبر أو خيلاء
فما رد فضيلتكم عليه؟ وهل يجوز وضع الإزار على الكعب؟ وهل الإسبال فيه تشبه
بالنساء؟ أفتونا مأجورين؟
الإسبال هو إرخاء اللباس إلى الأرض أو إلى ما تحت الكعبين سواء الإزار أو
القميص أو السراويل أو العباءة، وهو حرام ومن الكبائر حيث ورد فيه الوعيد
الشديد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو
في النار حديث صحيح. ومعناه أنه يعذب بالنار على هذا الفعل سواء كان الذي
تمسه النار هو أسفل القدم أو الإنسان نفسه، وفي الحديث الصحيح أيضًا أن
النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب
أليم المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب فلا يجوز رد هذه
الأحاديث؛ فإنه يعتبر ذنبًا كبيرًا وهو مجرد المعصية، وكذلك أيضًا الاعتراض
على الشرع بقولهم هذا الدين أعظم من أن يهتم بهذه السنتيمترات؛ فإنه تعقب
لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، وأما صلاة المسبل فقد ورد حديث في السنن
بلفظ: إن الله لا يقبل صلاة مسبل وإسناده صحيح لكن ذكر بعضهم أن فيه
انقطاع، ومع ذلك فهو من أحاديث الوعيد فقد اتفق العلماء أو الجمهور على أنه
لا يلزم المسبل إعادة الصلاة، وأما الصلاة خلفه فلا تجوز إذا كان إمامًا
مرتبًا، وأما الإمامة العارضة فلا بأس بها، وأما قول بعضهم: إنه يسبل بلا
تكبر أو خُيلاء فنقول إن ذلك ليس عذرًا لعموم الأحاديث السابقة وغيرها، وأما
قوله صلى الله عليه وسلم: لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء فهذا وعيد
شديد على جر الثوب وعلى الخيلاء، وأما قول أبي بكر إن أحد طرفي إزاري
يسترخي إلا أن أتعاهده، فقال صلى الله عليه وسلم: إنك لا تفعل ذلك خُيلاء
فهذا عذر لأبي بكر أنه لم يتعمد الإسبال وإنما يكون الاسترخاء بغير قصد
فإذا تعاهده رفعه، وأما حد الإسبال فهو ما تحت الكعبين وقد قال النبي صلى
الله عليه وسلم: إزرة المؤمن إلى نصف الساق، ولا حرج فيما بين ذلك وبين
الكعب والمختار أن يكون اللباس إلى مُستَدَق الساق وهو منتهى الكعب، فما تحت
الكعب فيه تشبه بالنساء وفيه تشبه بالمتكبرين وقد قال الله تعالى: وَلَا تَمْشِ
فِي الْأَرْضِ مَرَحًا
وفسر بالخيلاء في المشية واللباس. والله أعلم.
,أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -
أخرى ...
الأمر بحلق اللحية وإسبال السروال
س إذا أمرتني الأسرة بحلق اللحية وإسبال السروال هل يجوز الهجر؟