ضابط اختيار الزوجة والزوج

قال النبي صلى الله عليه وسلم: تُنكح المرأة لأربع يعني أن أكثر الناس يرغبون في الزوجة إما لمالها إذا كان أهلها أغنياء حتى يتوسع في هذا المال، مع أنها قد تمن عليه وتفتخر بأنها التي وسعت عليه وأعطته كذا وكذا، وإما أن يختار الزوجة التي لأهلها شرفٌ وفخر وحسب وشُهرة وشجاعة وكرم فيظن أن هذه الخصال تُؤثر فيها مع أن ذلك قد يكون سببًا في عدم الوفاق بينهما، ومع أن شرف أهلها لا يفيدها إذا كانت مُخالفة لهم في تلك الخصال على حد قول الشاعر: *إذا افتخـرت بأقــوام لهـم ســلف * *قلنـا صـدقت ولكن بئس مـا ولـدوا * وتارة يختار المرأة الجميلة وهذا مقصد حسن؛ فإن الجمال مما يجذب الرجال إلى النساء ولكن لا بد أن تكون مع ذلك عفيفة؛ فقد ورد في الحديث تفضيل الجميلة الأمينة إذا نظر إليها تَسُرُّه، وإن غاب عنها تحفظه في نفسها وفي ماله، فإن كانت جميلة ولكن ليست مأمونة على نفسها فربما تُفسد عليه فراشه، وتارة يتزوج المرأة لدينها ـ وهذا هو الأفضل ـ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك فعلى هذا يبحث الرجل عن الزوجة الصالحة التي تتربى في بيت صالح سالمة من سماع الأغاني والنظر إلى الأفلام الفاتنة، وكذلك تكون ديّنة عابدة وتكون مُؤدبة ذات أخلاق حسنة مُتحببة إلى زوجها تقصر نظرها عليه وتقوم بتربية أولادها وحفظ منزلها. وأما الرجل فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه فيُبحث عن الرجل الصالح الأمين المعروف بالديانة والآداب الحسنة والأخلاق العالية بعيدًا عن سفاسف الأمور وعن الذنوب صغيرها وكبيرها، مأمونًا على زوجته حريصًا على حفظ نفسه وحفظ من تحت يده، فهذا هو الذي يُختار زوجًا للمرأة الصالحة. ,

أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

المزيد