حبس الأهل بناتهم وتأخيرهم من الزواج

هذا السؤال له إجابة مُشابهة وهي: ـ س: ما حكم الإسلام في الآباء والأمهات الذين يحرمون بناتهم من الزواج كأن يأتي إليهم الخطاب ويرفضونهم، ثم تبقى هذه الفتيات بدون زواج حتى تصلن إلى سن اليأس مثلا 36 ـ 42 وتكثر الجرائم الاجتماعية كالزنى وأبناء الحرام وتعاطي المخدرات إلى غير ذلك؟ هذا الفعل من الآباء حرام وظُلم لمولياتهم واعتداء عليهن بهذا الحبس والتأخير عن الزواج، وقد ورد في الحديث: إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض فإن رد الزوج الذي هو كفء كريم ومنع البنت التي بلغت مبلغ النساء يكون ظلمًا للرجل والمرأة، ويترتب عليه مفاسد كثيرة منها تعطل الفتيات وبقاؤهن إلى سن العنوسة واليأس من الزواج وحرمانهن من الأولاد، وكذلك تعريضهن لفعل الزنا واقتراف المُحرمات مما يكون سببًا في انتشار الفواحش وكثرة أبناء الزنا وتعاطي المُسكرات والمُخدرات ونحو ذلك من المفاسد التي سببها أو من أسبابها هذه المُنكرات وهذا الظُلم لهذه الفتيات. وأما الاعتذار بإتمام الدراسة فليس بمُبيح لتأخير التزوج أو التزويج؛ فإن الدراسة ليست ضرورية، وليست هي الكفيلة بالرزق، فالله تعالى قد تكفَّل برزق عباده، قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وقد رأينا كثيرًا تأخر الشباب أو الشابات عن الزواج بسبب مواصلة الدراسة، ثم أسفوا بعد ذلك لفوات ريعان الشباب، والأولى بولي المرأة إذا بلغت الخامسة عشرة وتقدم إليه كفء كريم أن يزوجها ولا يحبسها لأجل الدراسة حتى تبلغ كما هو الواقع الثالثة والعشرين وما بعدها فتقل الرغبة فيها، وهكذا ننصح الشباب أن يتزوجوا مُبكرين ولا يتَّكلوا على الوظيفة أو على الشهادة؛ فقد قال الله تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وقال تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ والله أعلم. ,

أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

المزيد