فتاوى ابن جبرين » عبادات » الصلاة » صلاة الجماعة » أحكام متعلقة بصلاة الجماعة » صفة الأئمة في صلاة الجماعة » [ 986 ] حكم الصلاة خلف إمام لا يحسن القراءة ومفهوم الإمام الراتب
السؤال
- س: نحن نعمل بشركة كبيرة بها أكثر من 300 مسلم، وبها -ولله الحمد- مسجد كبير تقام فيه كل الصلوات، بما فيها صلاة الجمعة.. ولكن يوجد رجل بالشركة يحفظ بعض سور القرآن، ويشغل منصبًا قياديًّا بالشركة، هذا الرجل جعل من نفسه إمامًا للمسجد، ويصلي بنا معظم الصلوات، إلا أنه يخطئ دائمًا في تلاوته للقرآن، يرفع المنصوب، وَيَجُرُّ المرفوع، ولا يجيد قراءة القرآن وتلاوته، ويوجد مَنْ هو أقرأ منه، ولكنه مُصِرٌّ على الإمامة، وحينما نصحح له قراءته يتعصب ويعاتب من يَرُدُّه، أو حتى مَنْ يفكر في الإمامة، حتى ولو تأخر عن ميعاد الصلاة، الأمر الذي أدى إلى نفور كثير من المصلين، فلا يكاد يصلي خلفه خمسة أو سبعة أشخاص فقط. والسؤال: ما حكم الصلاة خلف هذا الرجل؟ وما مفهوم الإمام الراتب؟ وهل إذا صلينا خلفه ولم نصحح له القراءة فهل نحن آثمون؟
الجواب
-
لا يجوز تقديم هذا الرجل كإمام في الصلاة إذا كان كثير الغلط الذي يحيل
المعنى، ولو كان يشغل منصبًا قياديًّا في الشركة إذا وُجِدَ من المصلين من هو
أحفظ منه وأسلم من الأخطاء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يؤم القومَ
أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة متفق عليه
وهو دليل على تقديم من هو أحفظ للقرآن، وأسلم من الأخطاء، وقد رُوِيَ في حديثٍ
مرفوع: إذا صلى بالقوم رجل وفيهم من هو أَوْلَى منه لم يزالوا في سفال ذكره
الإمام أحمد في رسالته فعليكم منع هذا الرجل من الإمامة في هذا المسجد،
سواء كانت الصلاة سرية أو جهرية حتى يصحح قراءته من الأخطاء واللحن الذي
يغير المعنى، فإن أصر فارفعوا بأمره إلى المسؤولين، أو إلى وزارة الشئون
الإسلامية، فالصلاة خلف هذا الإمام الذي لا يسمح أن تصحح له قراءته، ويغضب
إذا رد عليه أحد من المأمومين، ويتأخر عن وقت الصلاة، وينفر المأمومين من
الصلاة في المسجد، نرى أنه لا تجوز الصلاة خلفه. وقد ورد في حديثٍ الوعيدُ
لمن صلى بقوم وأكثرهم له كارهون، ومفهوم الإمام الراتب هو الذي يُعَيَّن رسميًّا
من الوزارة ، أو من أهل المسجد، ويكون أهلًا للإمامة، وقائمًا لما يجب عليه،
فإذا لم يكن كذلك فمن صلى خلفه فهو آثمٌ إذا لم يصحح له قراءته، ويقيم ما
عليه من الأخطاء. والله أعلم.
,
أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -
ملخص الفتوى
- س نحن نعمل بشركة كبيرة بها أكثر من 300 مسلم وبها ولله الحمد مسجد كبير تقام فيه كل
عدد المشاهدات
- 369