فتاوى ابن جبرين » عادات » التداوي » أنواع التداوي المسنون » من التداوي المسنون العلاج النفسي » من التداوي المسنون الرقى » [ 5331 ] مخالفات الرقية
السؤال
- س: اطَّلَعْتُ على مطوية بعنوان:"عشرة مخالفات في الرقية". ومن ضمن هذه المخالفات: التَّخَيُّل. وكان هناك سؤال مُوَجَّهٌ للجنة الإفتاء عن مدى صحة تخيل المريض للعائن من جراء القراءة، أو طلب الراقي من القرين أن يُخَيِّلَ للمريض مَنْ أصابه بالعين؟ فأجابت اللجنة بأن تخيل المريض للعائن أثناء القراءة عليه، وأَمْر القارئ له بذلك هو عمل شيطاني لا يجوز، لأنه استعانة بالشياطين؛ فهي التي تُخَيِّلُ له صورة الإنسي الذي أصابه. وهذا عمل محرم؛ لأنه استعانة بالشياطين؛ ولأنه يسبب العداوة بين الناس، فيدخل في قوله تعالى: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا . إذا تكلم القرين من غير أن يطلب الراقي منه ذلك، هل على الراقي شيء؟ هل الذي تكلم على لسان القرين هو بالتأكيد الشخص العائن إذا كان الصوت هو صوت الشخص الذي ذكره القرين؟ هل توجد طريقة يمنع بها الراقي القرين ألا يُخَيِّلَ العائن، أو الذي قام بالعمل؟ إن هذا الأمر في السودان عمل لنا فتنة ومشاكل، فأرجو الإجابة حتى أرسله للشخص الذي يقوم بالرقية. علمًا بأن هذا الرجل ملتزم، ويحفظ القرآن، وليس من المشعوذين أو أصحاب الطرق الصوفية، فهو يريد أن يعين إخوانه المسلمين، ولكن الذي يحصل عندما يرقي الشخص يتكلم القرين على لسان الشخص بصوت العائن، ويحضره عدد من الناس، وبالتالي يكون هذا الشخص منبوذًا من المجتمع، على الرغم من أن الشخص الذي ذكره القرين على لسان المريض ينفي بشدة، ويحلف بالله، ويقول: إنه لم يَقُمْ بهذا العمل، سواء بِالْعَيْنِ أو العمل كأن يدفنه في مكان.
الجواب
- لا شك أن شياطين الجن يلابسون الإنسان، فالذكر منهم يلابس
المرأة، ويتغلب على روحها، والأنثى تلابس الرجل وتتغلب عليه، وقد يكون هذا
عشقًا ومحبة من الجن للإنس، حتى يحصل أن الجني يُجَامِعُهَا كالإنسي، وقد يكون
ذلك بعمل من السحرة الذين يُسَلِّطُون بعض مَنْ تحت أيديهم على من يريدون من الإنس.
وعلاج ذلك بالرُّقْيَةِ الشرعية، ويكون القارئ من أهل الصلاح والإخلاص، ويجوز أن
يُضَيَّقَ على ذلك الجانِّ إذا أَضَرَّ بالإنسان، فتعقد أصابع يديه ورجليه حتى لا يخرج
ثم يعود، ويستعمل معه التدخين بالنار، أو بالكبريت الأبيض عند أنف المصاب،
فإنه مما يتضرر به الجان. ويجوز مع ذلك ضربه؛ حيث إن الضرب إنما يقع على
الجان إذا تحقق بأنه قد لابس الإنس.
وإذا تكلم ذلك الجني على لسان المصروع، فليس على الراقي إثم في ذلك، ويتأكد
الراقي ومن حوله أن الجان هو الذي يتكلم على لسان المصروع.
وإذا قال: إن العائن هو فلان، أو إن الساحر هو فلان، فلا يجزم بصدقه، ولا
يؤاخذ ذلك المتهم.
ولا توجد في الظاهر طريقة يَمْنَعُ الراقي بها ذلك القرين حتى لا يَتَخَيَّلَ العائن
أو الذي قام بذلك العمل الشيطاني.
وإذا كان الراقي من أهل الصلاح والالتزام، حافظًا للقرآن، بعيدًا عن أصحاب
الشعوذة والطرق الصوفية، يقصد إعانة إخوانه المسلمين وعلاجهم من هذه
الأمراض المستعصية، فلا يُلَامُ إذا نصح في الرقية، وعَذَّبَ ذلك القرين.
ولو تكلم ذلك القرين على لسان شخص معين، وادعى أنه الذي عمل هذا العمل فلا
يُصَدَّق ذلك الشيطان، ولا يُسَاء الظن بذلك الذي يتهمه ذلك القرين، وعلى الجميع
أن يحرصوا على التحقق والتحَصُّن بذكر الله تعالى، وبالأوراد والقراءة،
والأعمال الصالحة، حتى يحفظهم الله تعالى، ويحفظ بهم مَنْ أراد الله به خيرًا.
والله أعلم.
,
أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -
ملخص الفتوى
- س اطلعت على مطوية بعنوان عشرة مخالفات في الرقية ومن ضمن هذه المخالفات التخيل وكان هناك سؤال موجه
عدد المشاهدات
- 398