فتاوى ابن جبرين » العقائد » الإيمان » أركان الإيمان » الإيمان بالله » توحيد الألوهية » إخلاص العبادة والتنزه عن الشرك » من أنواع العبادة الاستغاثة » [ 506 ] حكم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به

السؤال

س: ما حكم من دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - واستغاثه محتجًا بقوله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ؟

الجواب

لا يجوز دعاء غير الله لا نبيًا ولا وليًا؛ فإن الدعاء لله تعالى، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: الدعاء هو العبادة واستدل بقول الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي أي عن دعائي، فلا يجوز صرف هذا الدعاء لغير الله لا لملك مُقرب، ولا لنبي مرسل فضلا عن غيرهما، فالدعاء حق الله تعالى كما قال تعالى: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وقال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً وقال تعالى: وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وقد أخبر الله تعالى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا كما في قوله تعالى: قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وقال الله تعالى: قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وأما قول الله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ فهذه الآية خاصة بحال حياته - صلى الله عليه وسلم - حيث إن كل من وقع منه ذنب وجاء تائبًا، فإنه يستغفر الله ، ويطلب من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يستغفر له، فإذا كان من أهل الإيمان قبل الله استغفار نبيه - صلى الله عليه وسلم - لهم ولا يقبل استغفاره للمنافقين والكُفار كما قال تعالى: سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ولو دلت هذه الآية على الاستغاثة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في حياته وبعد مماته على حد سواء لفعل ذلك الصحابة، ولرأيتهم يتوافدون إلى قبره، وكذا التلاميذ للصحابة من علماء التابعين، ولما لم يفعلوا ذلك دل على أنهم عرفوا أن الآية خاصة بحياته - صلى الله عليه وسلم - . ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س ما حكم من دعا النبي صلى الله عليه وسلم واستغاثه محتجا بقوله تعالى ولو أنهم إذ ظلموا

عدد المشاهدات

862