فتاوى ابن جبرين » عبادات » الجنائز » دفن الميت » البناء على القبور وسكناها » [ 4940 ] أحكام تتعلق بدراسة العمارة

السؤال

س: من ضمن تخصص العمارة، تاريخ العمارة، وهو يتضمن تاريخ العمارة الإسلامية، ويقوم جله على المباني المبنية على القبور، والمرفوعة عليها، ومن أشهرها تاج محل في الهند، وغيره في إيران، ومصر، وينحو كثير من دارسي العمارة إلى فصل شكل البناء عن محتوى البناء، فيقولون: نقر بأن البناء محرم، ولكننا نناقش الناحية الفنية، والجمالية للبناء، فيمدحون تلك المباني، ويفصلون فيها جماليا وفنيا، ويصفون تلك الأبنية على القبور بتراث إسلامي، وعمارة إسلامية، فما حكم مدح تلك الأبنية القبورية من الناحية الفنية مع الإقرار بحرمتها شرعا ً؟ وأيضا ما حكم تدريسها، ووصفها بالعمارة الإسلامية على أساس أنها بنيت في بلاد المسلمين؟ أليس ذلك تعارض مع أحاديث تحريم البناء على القبور؟

الجواب

جاء الإسلام بتحريم البناء على القبور، وتحريم تجصيصها، والأمر بهدم البناء عليها، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: لا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرا مشرفا إلا سويته والنهي عن البناء على القبور يقتضي تحريمها، وذلك لأنه ذريعة إلى عبادة الأموات، كما هو الواقع في كثير من البلاد الإسلامية التي وقع فيها الغلو في أصحاب القبور بسبب رفع تلك القبور، والبناء عليها، وتجصيص تلك المباني وتلوينها، وكثرة الكتابة عليها، وزخرفتها، فيعتقد الجاهل أن أولئك الأموات لهم خصوصيات، ولهم فضل وشرف، مما يحمل الجهال على الطواف بتلك القبور، والتمسح بتلك الأبنية، واعتقاد أن أصحاب هذه الأضرحة من الأولياء، والشهداء الذين لهم جاه عند الله، والذين ينفعون من تعلق بهم، ويشفعون لمن دعاهم، ويجيبونه، ويعطونه سؤله، وذلك بلا شك شرك في العبادة، وتعظيم لهؤلاء الأموات. فالواجب هدم تلك الأبنية، حيث يقر أهلها بأن البناء محرم، ولا يسوغ بقاءها الناحية الفنية، والجمالية في البناء، ولا أنها تراث إسلامي، وعمارة إسلامية، ولا أن بقاءها مما يكسب الإنسان عبرة، وموعظة بقوة الأوائل، وقدرتهم على هذا التلوين، وهذا الجمال، فإن ذلك، وإن دل على ما أوتوه من قوة، وإمكانيات، لا يدل على إباحة المحرمات، وإقرار وسائل الشركيات، وهناك عبرة، وموعظة غير هذه الأبنية على الأضرحة والقبور، وأما وصفها بأنها عمارة إسلامية، فليس بصحيح، وإن كانت في بلاد المسلمين، ولا تسمى تراثا إسلاميا، فإن الشرع لا يقرها، والإسلام يأمر بإزالتها، وأما تدريسها بعد إزالتها، فلا مانع من ذلك، ويكون على وجه التحذير منها، وبيان ما يترتب على بقائها، وعلى تعظيمها من المحاذير، وذرائع الشرك، وعبادة الأموات، فيكون تدريسها يشتمل على: ذكر صفتها قبل هدمها، وزمان بنائها، وكذلك سبب هدمها، وإزالتها، ليكون الطلاب على معرفة بتأريخها، ولسبب المنع من بقائها. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س من ضمن تخصص العمارة تاريخ العمارة وهو يتضمن تاريخ العمارة الإسلامية ويقوم جله على المباني المبنية على

عدد المشاهدات

980