فتاوى ابن جبرين » معاملات » معاملات مالية » السباق » ما يجوز فيه السباق وما لا يجوز » [ 3758 ] حكم المسابقات الهاتفية المتصلة بالخدمات الصوتية

السؤال

س: خلال شهر رمضان من هذا العام ظهرت إعلانات في الشوارع والصحف والقنوات الفضائية تدعو إلى الاتصال بأرقام تبدأ بالرقم (700) ليحصل المتصل على الرقم حسب كل خدمة معلن عنها، فبعض الأرقام تمكن المتصل عليها من إرسال أغنية هدية لشخص آخر، وبعض الأرقام تمكن المتصل عليها من الاشتراك في مسابقة مرصود لها مبلغ مُغري (مليون ريال)، وبعض الأرقام تمكن المتصل عليها من الحصول على رمز يظهر في شاشة جواله، وهكذا، وقد يعتقد بعض الناس أن الاتصال بهذه الأرقام مجانًا وأيضًا يعتقد أن هذه الخدمة مقدمة من خارج السعودية، والحقيقة غير ذلك، هذه الخدمة قدمتها شركة الاتصالات السعودية وصفتها كالتالي: تقوم شركة الاتصالات السعودية مقابل مبلغ مالي لكل اتصال بربط المتصل بمقدم الخدمة (مسابقات ـ أغاني ـ اشتراكات ـ دعاية) ويتم تحصيل المبالغ من المتصلين عبر فواتير هواتفهم وتعطي شركة الاتصالات مقدم الخدمة 65% من قيمة الاتصالات على رقمه وتأخذ الباقي، وكل رقم له قيمة اتصال مستقلة حسب الرقم تصل قيمة الاتصال 7 ريالات للدقيقة علمًا أنها مكالمة محلية تكلفتها الفعلية لا تتجاوز الهللات، فمثلا خصصت شركة ما رقمًا لمسابقة المليون ريال، فعندما يتصل شخص على هذا الرقم يُحسب عليه 6 ريالات كل دقيقة، ولكي يحل الأسئلة تستغرق العملية 10 دقائق أي تكون قيمة الاتصال للمشارك في المسابقة 60 ريالا أي بعبارة أخرى أن على كل مشارك في المسابقة دفع مبلغ 60 ريالا للمشاركة، ووفق الاتفاقية بين شركة الاتصالات ومقدمي الخدمة فإن شركة الاتصالات تأخذ وفق هذا المثال 21 ريالا والباقي 39 ريالا يُعطى للشركة، فلو اتصل مليون شخص على هذا الرقم لكانت الحصيلة 60 مليون ريال، والجائزة مليون. فما حكم تقديم هذه المسابقات للمشتركين من قبل الشركات؟ وما حكم الاشتراك فيها بالاتصال على الأرقام المُعلنة؟ وما الحكم في الأموال المُحصلة من الشركات نظير تقديم هذه الخدمة وحكم جوائزها؟

الجواب

وهذه هي الإجابة عليه: ـ ننصح بعدم الاشتراك في هذه المسابقات وهذه الاتصالات؛ فإن القصد منها اكتساح أموال الناس لصالح هذه الشركة، حيث إنها تجمع هذه الأموال الطائلة وتستغلها، فأولا زيادتها في أجرة المُكالمة فحيث كانت لا تتجاوز الهللات رُفعت إلى سبعة ريالات، وثانيًا: الإطالة في مُدة الأسئلة حتى تستغرق عشر دقائق لتكون قيمة الاتصال ستين ريالا تُحسب عليه في فاتورة الهاتف، وثالثًا: إغراء الجماهير بكثرة الاتصالات، فكل واحد يقول لا يضرني إذا خسرت ستين ريالا ولعلي أربح هذا المليون، ثم عند النهاية يكون الربح لشخص واحدٍ بين مائة ألف أو ألف ألف مُتسابق يجمعون من مُكالماتهم عشرات الملايين فيخسر الجمهور هذه الأموال الطائلة وتستغلها هذه الشركة، ورابعًا: ما في هذه المسابقات من الدعاية إلى بعض الملاهي كإرسال أغنية كهدية لشخص آخر واشتراكات ودعايات مما يكون فيه إعانة على اللهو واللعب وتأخذ وصف التحريم، وخامسًا: ما فيه من أكل أموال الناس بالباطل فإن هذه الشركة تجمع هذه الأموال وتقتسمها بين شركة الاتصالات وبينها ولو كان أهلها قد سمحوا بها مبدئيًا ولكن لا بد في الحقيقة أنهم يتألمون ولا تطيب أنفسهم إذا فاتهم الفوز بهذه الجائزة، وجاء في الحديث: لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس منه ثم إنه يدخل في الميسر حيث يأخذون هذه الأموال الطائلة بدون حقٍ، وقد قال الله تعالى: وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وذمَّ الله اليهود بقوله تعالى: وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وقد حرَّم الله تعالى الميسر وقرنه بتحريم الخمر والأزلام والأصنام وذكر ما فيه من العلل التي تقتضي تحريمه وأنه رجس من عمل الشيطان وأن الشيطان يوقع به بين المسلمين العداوة والبغضاء، فعلى هذا لا يجوز تشجيع هذه الشركات ولا تمكينهم من هذه الأعمال لما فيها من هذه المفاسد، والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س خلال شهر رمضان من هذا العام ظهرت إعلانات في الشوارع والصحف والقنوات الفضائية تدعو إلى الاتصال بأرقام

عدد المشاهدات

567