فتاوى ابن جبرين » الدعوة الإسلامية والقضايا المعاصرة » قضايا الدعوة الإسلامية » أساليب الدعوة إلى الله » [ 3661 ] جماعة التبليغ يخصصون أوقاتا في الشهر أو السنة للخروج للدعوة فما حكم هذا

السؤال

س: فنسألكم عن أسلوب (جماعة التبليغ) فهم يخصصون أوقاتًا في الشهر والسنة للدعوة إلى الله، سواء في الداخل أو في الخارج حيث يجعلون ثلاثة أيام من كل شهر للخروج للدعوة، وأربعين يومًا، أو أربعة أشهر في السنة أو أكثر من ذلك أو أقل، وعندما يَصِلُون إلينا نقوم بمناصرتهم والسير معهم، والدعوة معهم على أسلوبهم؛ حيث يمكثون في البلد ثلاثة أيام، أو ما يقارب ذلك، ويزورون الناس في منازلهم، ويرشدون ويطلبون من الناس الخروج في سبيل الله للدعوة إلى الدين، ثم الذي يستعد يزورهم في منازلهم، ويمكث عندهم فترة من الزمن، ويشكلونه مع الجماعة، ويزور الناس في منازلهم ، ثم بعد ذلك يطلبون منه أن يقوم بجهد الدعوة في بلده. ونظرًا لأن بعض الإخوان أخذ يحذرنا من هذه الجماعة، ويقول: إنهم مبتدعون؛ حيث يكلفون الناس بالخروج، وترك مشاغلهم الدنيوية، مع العلم أنه لا يطلبون من الشخص أن يترك أهله إلا بعد أن يطمئن عليهم، ويكمل لهم كل حاجة. يقول بعض الإخوان: إنهم يأتون في الخارج بأناس لديهم بعض الشركيات، مثل الطواف حول القبور وغير ذلك، وهذه الجماعة لا تتكلم إلا في الإيمانيات، وتبعد عن جميع الخلافات، وأسلوبهم جيد، وقد هدى الله على أيديهم أناسًا كانوا منحرفين ومروجي مخدرات، وتاركين للصلاة، وغير ذلك من المعاصي، حيث يزورون الشخص في منزله، ويطلبون منه الخروج معهم، ثم يهتدي بفضل الله ثم يصبح داعية، وقد لاحظنا ذلك بأعيننا، مع العلم أنهم متواضعون في جميع أسلوب حياتهم، وإذا خرجوا أو استضافهم شخص من أهل البلد طلبوا منه عدم التكلف، ثم ينامون عند أهل البلد، وإذا أصبحوا أو صَلَّوْا وجلسوا وتكلم أحدهم، ويسمون الحديث بيانًا؛ حيث يقولون: البيان على فلان، ثم إذا أفطروا ناموا حتى الساعة التاسعة، أو العاشرة، ثم يقومون ويعقدون جلسة تعليم قرآن وحديث، وأكثر كتبهم رياض الصالحين وحياة الصحابة. آمل الإجابة التامة عن هذه الجماعة، وهل تنصحوننا بمناصرتهم والخروج معهم في داخل المملكة وخارجها أم لا؟

الجواب

هذه الطريقة لا بأس بها، حيث إنها وسيلة من وسائل نجاح الدعوة، وتأثيرها في العصاة، فإن العاصي إذا خرج معهم وشاهد اجتهادهم وعبادتهم وأذكارهم وأدعيتهم وصلاتهم وتهجدهم وخشوعهم وخوفهم ورجاءهم احتقر نفسه، واعترف بذنبه، وخاف من ربه، وحاسب نفسه، كيف يتمادى في العصيان، وهو يعلم أنه محاسب على أعماله، كيف لا يرجو رجاءهم، ولا يخاف خوفهم؟ ! فيندم على ما فرط منه، ويهتدي ويتوب من الإفراط والتفريط، والإهمال وإضاعة المال، والقيل والقال، ويصبح من الدعاة معهم. ومما يلاحظ عليهم أنهم لا ينهون عن المعاصي الظاهرة؛ حيث يصحبهم المدخن والحليق والمسبل ونحوهم، وكذا يشاهدون في البلدان أهل الأغاني والملاهي والذنوب الكبار، ولا يتعرضون لهم، فيكون هذا إقرارا للعصاة على الذنوب، ويجيبون بأنهم يخشون التنفير، وأن العاصي إذا صحبهم ورأى أعمالهم رجع إلى نفسه، واعترف بتقصيره، فتاب إلى الله، وأقلع من نفسه. ومما يلاحظ عليهم اقتصارهم في الكتب على كتب الفضائل والآداب كرياض الصالحين وحياة الصحابة، وعدم دراسة المسائل الخلافية، وهم لا يحبون إثارة الخلاف، ويحيلون من سألهم إلى علماء الفتوى، وهكذا يقولون: إن العقائد فيها خلاف كبير بين أهل السنة وغيرهم، ويحبون أن لا يتدخلوا في الخلافات التي يحصل بسببها نفور عنهم!! ولكنا نقول: إن هذا لا يجدي.. بل الْأَوْلَى تعلم العقيدة وتعليمها، وتلقينها للصغير والكبير، ثم إن أكابرهم من أهل الهند والسِّنْدِ عندهم عقائد صوفية، قد يخفونها على من لا يَأْمَنُونَهُ على أسرارهم، فمتى وثقوا من الشخص أنه على منهجهم، وقد وَقَرَ تعظيمهم في قلبه أطلعوه على ما يكنونه، وأخذوا البيعة على أتباعهم، وأظهروا ما يكنونه من عقائدهم المتصوفة ونحوهم، لكن هذا المعتقد يختص به أكابر الجماعة من أهل الباكستان أو الهند فأما أهل الدعوة إلى الله على هذا المسلك من غيرهم كهذه الدولة وما يليها، فإنهم على العقيدة السلفية، والتوحيد الصحيح، وإن كانوا يوافقون أولئك في بعض المنهج، كالخروج، وتحديد المدة، والتأكد ممن يخرج معهم أنه لم يضيع أهله، ويوافقونهم في دروسهم، وإنهم يقتصرون على القصص والفضائل، ولا يخوضون في الخلافيات، ولا في العقيدة، مخافةَ الزلل منهم فيها. ولذلك نقول: لا بأس بالخروج معهم داخل البلد المملكة وما يقرب منها كدول الخليج ونحوها، فأما السفر إلى الهند وأفريقيا ونحوها فننصح ألا يخرج معهم سوى من وَطَّنَ نفسه على الإنكار عليهم الطواف بالقبور، أو الصلاة عندها، أو تعظيم سادتهم وكبرائهم، وعلى الدرس في التوحيد، والعقيدة، ولو كرهوا منه ذلك، وعلى حثهم على تعلم الفقه والأحكام التي تمس إليها الحاجة في العبادات والمعاملات، ويُلْزِمُهُمْ بذلك، رجاءَ أن ينفعه الله، وينفع به.والله أعلم.صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س فنسألكم عن أسلوب جماعة التبليغ فهم يخصصون أوقاتا في الشهر والسنة للدعوة إلى الله سواء في الداخل

عدد المشاهدات

951