فتاوى ابن جبرين » عبادات » الصلاة » شروط صحة الصلاة » من شروط صحة الصلاة العلم بدخول وقت الصلاة » أداء الصلاة في آخر الوقت » الأعذار المشروعة في تأخير الصلاة عن وقتها » الجمع بين الصلاتين لعذر » أسباب الجمع بين الصلاتين » الجمع في المطر أو الوحل » [ 3546 ] هل تجمع صلاة الجمعة مع العصر في حالة المطر

السؤال

س: هل تُجمع صلاة الجمعة مع صلاة العصر في حال المطر ؟

الجواب

جمهور العلماء على أنه لا يجوز الجمع بين الظهرين لأجل المطر، ويعتذرون عن جمع النبي صلى الله عليه وسلم بأن ذلك كان لعذر حمله على ذلك، ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما: أراد أن لا يُحْرِج أمته، ولا شك أن واقع المسلمين في ذلك الزمان يُخالف الواقع في هذه الأزمنة، حيث إن المطر إذا وقع قديمًا أصبح مُستنقعات في الطرق، ونتج عنه الحمأ المسنون، والدحض، ومزلة الأقدام ، ومشقة السير في تلك الطُّرق الضيِّقة، بحيث إن الذي يسير فيها يعثر كثيرًا، ويتلوث لباسه بذلك الطين المُتغير والمُختلط بالنجاسات ونحوها، فكان هذا هو السبب في إباحة الجمع بين الظهرين، وقد وُجد هذا قبل مائة سنة أو نحوها في هذه البلاد وفي القرى والمدن، عندما كانت الطرق ضيقة، وليس لمياه السيل منافذ يخرج منها، فكان الإنسان إذا سار في ذلك الطريق يمشي على حافَّتِهِ، مع أنها مزلة وخطر، وإذا عثر سقط على جنبه أو ظهره في ذلك الدحض وذلك الطين، فكانت المشقة شديدةً، فلذلك يرى بعضهم الجمع بين الظهرين لهذا العُذر. أما في هذه الأزمنة فقد خفَّت المشقة؛ حيث وسِّعت الطُرق، وسُفْلِتت وأصبحت نظيفة ليس فيها مُستنقعات يكون فيها طينٌ ودحضٌ وحمأٌ مسنونٌ، وكذلك وُجِدت الناقلات وهي السيارات التي تُقرِّب البعيد، سواءً مُلكًا أو بأجرة، وأصبح الناس لا يُحسِّون بالبرد ولا بالمطر، وذلك لتنقلهم بواسطة السيارات، ولما فتح الله عليهم من الدنيا فيملكون الأكسية والألبسة التي تُكِنُّهم من البرد، وتحميهم من وقع البلل، ووجود الأحذية والخفاف ونحوها، بحيث أن من سار منهم على قدميه لم يتأثر ببرودة ولا رُطوبة ولا بلل ولا دحض. وكذلك يُتَأَكَّدُ أن الطُّرق تزدحم بالناس آخر النهار، ولو كان المطر مُستمرًا، ولو كانت الأسواق والطُّرق بها مياهٌ أو مستنقعات، فَقَلَّ أن تتوقف السيارات في الطرق، وهكذا أيضًا يُشاهد أن أهل التجارات والبقالات والحرف والمصانع كلهم يشتغلون طوال نهارهم، ويجدون من يشتري منهم، فذلك كله يُؤكد عدم الجمع بين الظهرين، وأفتى بذلك مشايخنا، وأباحوا الجمع إذا وُجد عُذرٌ يَكْتَنُّ الناس معه في بيوتهم، فلا يُفتح دُكَّان ولا مصنع أو معمل ولا تمشي سيارة ولا راجِلٌ طوال ذلك النهار، فمتى وُجد ذلك أصبح عُذرًا يُبيح الجمع. ومتى عُرف منع الجمع بين الظُّهرين فبطريق الأولى منع الجمع بين الجُمعة والعصر، قد ذكر الفقهاء أن المُسافر لا يجمع بين الجمعة والعصر، كما يُوجد في كتب الأحكام؛ ولعل ذلك لما يعرفونه في تلك الأزمنة من أن المُسافر ليس عليه جُمعة؛ لعدم تصورها منه، وذلك لأن المُسافر غالبًا لا يمر بالبلاد التي تُقام فيها الجُمعة إلا نادرًا، وأما في هذه الأزمنة فنرى أنه يجوز للمُسافر الجمع بين الجُمعة والعصر إذا كان ذلك أسهل عليه، فإنه قد يمر في طريقه يوم الجمعة بعدة قُرى تُقام فيها الجمعة، فإذا وقف في بعضها وصلى الجُمعة وأحب مواصلة السير فله أن يُقدِّم العصر، ويعتبر الجمعة ظُهرًا مقصورة، فإنه قد يعوقه الوقوف مرة ثانية لصلاة العصر، أما إذا كان لا يعوقه فالاختيار له أن يُصلي العصر في وقتها قصرًا، أو إتمامًا، سيما إذا علم بأنه سوف يصل إلى مقصده قبل فوات وقت العصر. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س هل تجمع صلاة الجمعة مع صلاة العصر في حال المطر ؟

عدد المشاهدات

296