فتاوى ابن جبرين » الدعوة الإسلامية والقضايا المعاصرة » قضايا الدعوة الإسلامية » الإنترنت ما له وما عليه » [ 2263 ] حكم نشر الفاحشة بين المسلمين

السؤال

س: فقد انتشر في السنتين الأخيرتين بين الشباب بكل فئاته (الفتيان والبنات والأطفال) ما جَدَّ من وسائل الاتصالات الحديثة ، وعلى رأسها الفضائيات والإنترنت بكل ما تنشره من وسائل الإغراء والإباحية، كما لا يخفى على أحد وقد اتخذت مدينة الملك عبد العزيز الكثير من الأساليب لحجب المواقع الإباحية على الإنترنت، كما أن معظم القنوات الفضائية الإباحية (ومنها ما هو مختص في بَثِّ الزنا على مدار اليوم بكل تفاصيله، ومنها ما هو مختص في اللواط والشذوذ الجنسي) مُشَفَّرَةٌ لا يملك تشغيلها إلا من هو مشترك بها، إلا أن هناك من يعمل من أبناء المسلمين على فك هذه الشفرات، أو البحث عن البرامج التي تُمَكِّنُ مستخدم الإنترنت من تجاوز الْحُجُب والدخول على المحذور، ومن ثم نشرها بصفة عامة على الإنترنت، أو إرسالها إلى الأصدقاء بدعوى الشهامة أو (الفزعة) أو بيعها أو بيع البرامج والكروت الخاصة بفكها بدعوى التجارة. والسؤال هو: 1-ما حكم نشر مثل هذه الكروت، أو الأجهزة، أو البرامج بين الآخرين؟ وماذا يترتب عليها من آثام؟ 2- ما حكم بيعها؟ 3ـ هل ينطبق على مَنْ نشرها أو ساعد في نشرها أو بَيْعِها قول الله عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا الآية؟ 4ـ ما حكم مشاهدة هذه القنوات الإباحية ؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم عليكم السلام ورحمة الله وبركاته _*أولًا:*_ لا يجوز نشر هذه الكروت أو البرامج بين الآخرين؛ لما فيها من الدعاية إلى الفسوق والمعاصي، وارتكاب الفواحش، واقتحام الأخطار للحصول على الشهوات، والْمَلَذَّات الجنسية، فإن هذه الصور في تلك البرامج تبعث الشهوات في النفوس، مما يُسَبِّب كثرة الزنا، والشُذوذ الجنسي، لضعف الإيمان، ولقوة الْغُلْمَة التي تُثيرها تلك الصور العارية، وتنشرها وسائل الإغراء والإباحية. _*ثانيا:*_ يَحْرُم بيعُها، كما يحرم تصويرها وإهداؤها ونشرها، ونحو ذلك.. سواء على الإنترنت، أو إرسالها إلى الأصدقاء كَهَدِيَّة ومُساعدة؛ فإن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان، وثَمَنُهَا حرام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا حَرَّمَ شيئًا حَرَّمَ ثمنه . فلذلك نقول: إنَّ على مَنْ وجدها أن يسعى في إتلافها بحرقها أو تمزيقها لما فيها من الفتنة، والاندفاع إلى اقتراف الْمُحَرَّمات. _*ثالثا:*_ ينطبق على من نشرها أو باعها قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فهذه الآية الكريمة تَعُمُّ كُلَّ مَنْ يسعى في نشر الرذيلة، والدعوة إلى الإباحية، وإلى السفور والاختلاط، وإلى خروج النساء مُتَبَرِّجات، وإلى ما يدفع الفتيانَ والفتياتِ إلى اقتراف الْمُحَرَّمات بِبَثِّ تلك الوسائل التي فيها إغراءات ودوافع إلى ارتكاب المُحرمات؛ فقد تَوَعَّدَ الله مَنْ يفعل ذلك بقوله: لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فيدخل في عذاب الدُّنيا الحُدود التي رَتَّبَها الله على الزِّنَا من الْبِكْرِ أوْ مِنَ الثَيِّب، ويترتب على ذلك السُّمْعَةُ السيئة، ومحق البركة، وسواد الوجه سوادًا حسيًّا أو معنويًّا، وفي الآخرة لهم عذاب النار، وبئس القرار. _*رابعا:*_ تَحْرُم مُشاهدة تلك القنوات الفضائية الإباحية سواء بواسطة الإنترنت أو بواسطة ما يُسمى بالدشوش التي تستقبل ما يبثه الأعداء لإفساد المُسلمين، حتى إذا وقعوا في هذه الشهوات المُحرمة نُزِعت منهم هيبة أعدائهم، فسلط الله عليهم الأعداء، كما حصل في الأمم الكثيرة سابقًا ولاحقًا. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س فقد انتشر في السنتين الأخيرتين بين الشباب بكل فئاته الفتيان والبنات والأطفال ما جد من وسائل الاتصالات

عدد المشاهدات

864