فتاوى ابن جبرين » عبادات » الصلاة » صلاة الجماعة » أحكام متعلقة بصلاة الجماعة » صلاة المنفرد خلف الصف » [ 2042 ] المنفرد خلف الصف

السؤال

س: أرجو من فضيلتكم توضيح الحكم الفقهي في تلك المسألة التي أصبحت محل خلاف، وجدل بين الكثير من الناس، ولا سيما في المساجد، وهي: إذا دخل رجل المسجد، ووجد الصف مكتمل ماذا عليه أن يفعل؟ هل عليه أن يسحب رجلا آخر من الصف؛ ليقف معه في الخلف (مع العلم بأنني سمعت أن هذا الحديث ضعيف)، أم يصلي بمفرده، أم ينتظر شخصا آخر ليقف بجانبه، حتى لو تسبب ذلك الانتظار في ضياع صلاة الجماعة عليه. أفيدونا، أفادكم الله، وجزاكم الله عنا خيرا.

الجواب

من دخل، والصف قد اكتمل فلعله أن يلتمس فرجه بين اثنين بأن يقرب هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا؛ رجاء أن يحصل له فرجه تتسع له في الصف، إن لم يجد في الصف الثالث طلب في الصف الثاني، أو هكذا فإذا وجدهم متراسين لا يمكن أن يوجد بينهم شيء من الفرج فله أن يحاول أن يأخر بعضهم معه، ليصل الصف، ولكن لا يكون هذا باجتذابه؛ فإن الاجتذاب يصير فيه تصرف في غيره، يحاول أن يتأخر معه أحدهم فيكلمه بكلمة خفيفة، أو نحنحة، أو نحو ذلك، أو يمسك بعمامته، ويكلمه، وإذا تأخر معه فله أجر، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: من وصل صفا وصله الله فلعل هذا يكون قد وصل صفا، والفرجة التي كان فيها ذلك الإنسان الذي تأخر يسدها بقية المصلين، وفي هذه الحال تصح صلاته إذا تأخر معه أحدا، وصف معه، فإذا لم يستطع، أو كل منهم تمسك بمكانه، ولم يتراجع أحد فلعله أن يخرق الصف، ويكون إلى جانب الإمام عن يمين الإمام؛ ليكون بذلك غير منفرد، لكن قد يشق عليه إذا كانت الصفوف كثيرة، أو كان عن يمين الإمام جهاز مكبر، وليس هناك مقام يقوم فيه، ففي هذه الحالة ينتظر إلى أن يركع الإمام، فإذا خاف أن تفوته الجماعة، أو الركعة فإنه معذور إذا صلى منفردا، وإن صف معه أحد من قبل أن يسجد الإمام صحت صلاته، ولا شك أن صلاته منفردا خلف الصف، ورد فيها النهي لا صلاة لمنفرد خلف الصف ولكن إذا عرف أنه تفوته صلاة الجماعة، ولا يحصل إلا على صلاة الفذ، فكونه يصلي صلاة الجماعة، ولو خلف الصف يتابع الإمام أولى من أن تفوته الصلاة، وهو ينظر إليهم، هذا ما رجحه شيخ الإسلام يظهره، أما الأحاديث فورد حديث لينوا في أيدي إخوانكم وهو عام في ما يدخل في هذه الكلمة، وإن كان أكثرهم حملوه على اللين المعنوي بمعنى: أن عليكم أن تلينوا فيهم في مطالبهم، في أيديهم في إعطائكم لكم، أو ما أشبه ذلك، كذلك ورد حديث بلفظ هلا التمست فرجه، أو اجتذبت رجلا بهذا الحديث لو صح لكان له أن يجتذب رجلا، ولكن الحديث ضعيف، ومع ذلك فله أن يعمل به عند الحاجة، يلتمس فرجة بأن يقرب بعضهم إلى بعض، أو يجتذب رجلا، ولكن لا يكون باجتذاب قوي، وإنما بإشارة، أو نحنحة، أو ما أشبه ذلك بذلك تصح صلاته إن شاء الله. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س أرجو من فضيلتكم توضيح الحكم الفقهي في تلك المسألة التي أصبحت محل خلاف وجدل بين الكثير من

عدد المشاهدات

399