فتاوى ابن جبرين » العقائد » الإيمان » أركان الإيمان » الإيمان بالجن » تلبس الجن بالإنسان » [ 1435 ] مس الجن وعلاجه

السؤال

س: عشت ظروفا عائلية صعبة، وفقدت والديَّ صغيرًا وعندما بلغت سن الخامسة عشرة من العمر بدأت أعاني من أعراض مرضية غريبة، وراحت تتفاقم عبر السنين إلى أن عطَّلت عليَّ متابعة الدراسة والعمل.. وقد بدأت رحلتي مع الطب. إلا أن الطب وقف عاجزًا، وأخيرًا عندما بلغت من العمر ثلاثين عامًا أي في عام 1985 م فوضت أمري إلى الله بعد أن مسني الضر والضنك.. وذات فجر بعد أن صليت ذيلت صلاتي بالدعاء إلى الله بأن يكرمني برؤية الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام على نية كشف أسرار هذا اللغز، وما أن غفوت حتى شاهدت الرسول الكريم يهوي عليَّ بثوبه ليحد من الحرارة الناجمة عن حصار فرضه علي الأقرباء، وكنت عاريًا وجسدي مغروس بالمسامير.. انتهت الرؤية. وبعد الرؤية نضج المرض، وسقطت في فراش الموت محتضرًا لمدة أربعين يومًا، وبحكم أنني وحيد فقدت الطعام والشراب وقاطعني الأقرباء، ولم يبق من مؤنتي سوى خمس بيضات وثلاثة أرغفة وقليل من الماء.. ورحت أحذف وجبة الإفطار، لعل هذا الفُتات يكفي حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا. وخلال تلك الفترة عجزت عن المشي والكلام، وقد صدقت الرؤية وحاصرني الأقرباء. وأخيرًا هاجرت من قريتي الظالم أهلها إلى المدينة باحثًا عن الحنان، وراحت الرؤية تتفسر إلى أن تبين أن مرضي هو مس من الجان على أثر سحر مزمن، وكانت الأعراض الشيطانية واضحة ومحسوسة لدرجة الجماع بكل ما تعنيه الكلمة! الآن بدأت رحلتي مع المشعوذين وزادوني رهقًا... جاء عام 1992م حيث قيَّض الله لي طبيبًا هو ذاته شيخ، وأخذ يعالجني بغذاء ملكات النحل والقرآن وتحسنت حالتي لأول مرة وعلى أثر التحسن توظفت وتزوجت. لي على علاج الدكتور عشر سنوات، لكنني ما زلت أكتوي بنار الجان 15 عامًا عذابا مباشرا من الجان و30 عامًا عذابا ومعاناة عمر... هذا المرض أفسد علي دنياي، ولم يبق شيء يحاول نقل الابتلاء من الدنيا إلى الدين؛ حيث تسرب الملل واليأس إلى نفسي؛ حيث إن الأعراض مؤلمة، وأوضاعي المالية لم تعد تتحمل. منذ 15 عامًا وأنا أقرأ القرآن والرقية الشرعية، وأنا أصوم وأصلي وأديت العمرة وما انحرفت يومًا في حياتي، وشاهدت الرسول الكريم في المنام أربع مرات، وكلما قطعت الأمل من الشفاء أتذكر الرؤية الأولى فأطمئن. سماحة الشيخ: مرضي صعب باعتراف الدكتور وكل الشيوخ، وعندما أدعو الله تعالى في الصلاة أبكي وأوقن بالإجابة لدرجة أنني أنتظر في اليوم التالي الفرج، لكن العذاب يزداد. وأنني مبتلى بكل شيء.. لا يوجد بركة في مالي، والدنيا مغلقة بوجهي، لا بل كل طريق أسلكه يكون مغلقًا. الناس من حولي يعتبرون مرضي معجزة... وكثيرًا ما أتمنى الموت من شدة المرض ومرارته. سماحة الشيخ: أرجو أن تنصحوني ماذا أفعل؟ ما تركت آية ولا رقية ولا دعاء إلا وجربته! وكلما ازداد إيماني ازداد العذاب... 30 عامًا من العذاب والمرار، ولو كنت دولة لانهارت، فما بالكم بإنسان وحيد؟ ! هل فعلًا رؤية الرسول تعني الشفاء؟ وبماذا تنصحوني أن أفعل؟ وأرجو من خلال صلاتكم الدعاء لي بالشفاء.

الجواب

. وبعد: ننصحك بأن تتحمل ما تُلاقيه من الآلام، وأن تصبر على هذا العذاب، وتحتسب ذلك من الابتلاء الذي يُضاعف الله تعالى به أجر المؤمنين، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم وقوله صلى الله عليه وسلم: أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة شُدد عليه وإلا خُفف عنه وننصحك بمواصلة الرقية الشرعية، والاستمرار على الأوراد والأدعية والأعمال الصالحة، والإكثار من الحسنات والبُعد عن السيئات، وكثرة الإقبال على تلاوة كتاب الله، وعلى قراءة كتب العلم سيما كتب السلف، كالصحيحين والسُنن الأربعة وكُتب العقائد ككتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد والسنة للخلال والسنة لابن أبي عاصم والإيمان لابن منده والتوحيد لابن خزيمة وشرح السنة للبربهاري وشرح اعتقاد أهل السُنة للآلكائي وغيرها من كتب التوحيد، وستجد في قراءتها والعمل بها بإذن الله شفاءً وفائدة، مع المداومة على الأوراد والأدعية والرقية الشرعية، ليزول الألم بإذن الله، والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س عشت ظروفا عائلية صعبة وفقدت والدي صغيرا وعندما بلغت سن الخامسة عشرة من العمر بدأت أعاني من

عدد المشاهدات

869