فتاوى ابن جبرين » عبادات » الصلاة » صلاة الجماعة » أحكام متعلقة بصلاة الجماعة » صفة الأئمة في صلاة الجماعة » [ 1245 ] الصلاة خلف من يقول القرآن مخلوق

السؤال

س: يقول بعض المسلمين: يجوز صلاة الجمعة خلف الذي يقول إن القرآن مخلوق، إذا كان عاميا أو من بعض أهل العلم إذا لم يوجد غيره؟ هل هذا صحيح أم لا؟ وهل يجوز حمل الذي يقول إن القرآن مخلوق كالذي لم يُكَفِّر المشركين، أو يتوقف في تكفيرهم، أو يتوقف في الذي لم يُكَفِّرهم؟ علمًا يا فضيلة الشيخ أن خلق القرآن أمور مفصلة، وفي مسائل الجزئيات، وهي تُعلم بالضرورة، لكن من الجزئيات، أمَّا الذي يعذر المشركين، أو يتوقف في تكفيرهم، أو الذي يتوقف في الذين يتوقف في تكفيرهم، فهذه أمور تُعْلَمُ بالضرورة، وهي غير أمور المفصلة وليس من الجزئيات؛ لأن الأسماء والصفات والجهل ببعضها من المسائل الخفية والجزئية، والمفصلة، وهي لا يكفر صاحبها إلا بعد قيام الحجة عليه، والتبيان له. أما ترك الشرك، وتكفير المشركين، وعدم التوقف بهم، وعدم كفر مَنْ لم يكفرهم، فهذه من الأمور التي تعلم بالضرورة، والحجة مقامة على الناس بذلك؛ لأن الله قد أخذ الميثاق على الربوبية على أن لا يشركوا به، لا الآباء ولا الأبناء، ويقولون: كنا في غفلة لو وَجَّهَنَا آباؤنا على ذلك ! هذا كله قد أبطله الله في آية الميثاق قبل البعثة، ولم يعذر به أحدا، والحجة مقامة في ذلك، باستثناء الصلاة، فهي أمور تعلم بالضرورة. لكن بعد بلوغ الشرع، وبعد وصول حجة الرسل إلى الناس. فبعد ما قامت حجة الرسل على الناس، لا يعذر تارك الصلاة، وإن جهل بالشرع، لإقامة الحجة عليه. ومعلوم أن الْحُجَّة قد قامت على الناس -على كل مَنْ بلغه القرآن، أو خَبَرُ النبي صلى الله عليه وسلم- وإن جهل فقيام الحجة شيء، وفهمها شيء آخر. فهل يجوز يا فضيلة الشيخ حمل الذي يقول إن القرآن مخلوق، كالذي يتوقف في تكفير المشركين، أو يتوقف في الذي يتوقف في تكفير المشركين؟ وهل حمل الصلاة خلف الذي يقول إن القرآن مخلوق، كالذي يتوقف في تكفير المشركين أم لا؟ وتصح الجمعة والجماعة خلفهم أم لا؟

الجواب

لا تجوز الصلاة خلف من يقول إن القرآن مخلوق؛ لأن هذا القول كُفر عند أهل السنة والجماعة، لكن إذا كان ذلك القائل ممن له ولاية وسلطة، وفرض نفسه حاكمًا فإنها تصح الصلاة خلفه، كالصلاة خلف الأمراء الفُجار، وإذا كان ذلك المعتزلي عاميًّا أو عالمًا ولم يوجد غيره صحت الصلاة خلفه للعذر. ونرى إعادة الصلاة على القول بأنه كافر، أو مقالته كفرية. ولا شك أن القول بأن القرآن مخلوق قريب من الشرك، فالذي يتوقف في تكفير المشركين، أو يتوقف في الذي لم يكفرهم يعتبر مُنتقضا الدين، ولا شك أن القول بخلق القرآن أمرٌ مشهور عن السلف، ومعلوم بالضرورة. وهكذا أيضًا الذي يتوقف في تكفير المشركين، ولأن الأسماء والصفات قد يخفى بعضها على بعض الناس، فلا يَكْفُر من أنكرها إلا بعد قيام الحجة عليه، وأما الشرك وتكفير المشركين وعدم عذر من لم يكفرهم، فهذه من الأمور الضرورية، والحجة قائمة على الناس بذلك. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س يقول بعض المسلمين يجوز صلاة الجمعة خلف الذي يقول إن القرآن مخلوق إذا كان عاميا أو من

عدد المشاهدات

537