فتاوى ابن جبرين » عادات » السفر » السفر لبلاد الكفار » [ 12278 ] عقيدة أهل السنة والجماعة
السؤال
- س: لقد أتيت إلى بلاد الروم بريطانيا من أجل الدراسة، والحمد لله أني وجدت بعض الأخوة المسلمين الحريصين على التمسك بالكتاب والسنة والمناصحة بينهم بالمعروف. هم من البريطانيين وأصولهم من الهند و الباكستان وبعض الدول الأخرى. ولقد آمنوا بأن هذا الدين هو الحق من عند الله، وآمنوا بأن السنة هي السبيل ولا غير. غير أن بعض العوارض قد تأتي فتجعل قليل العلم يتساءل أي الطرق نسلك؟ خصوصًا أن بلاد الغرب مليئة بالتيارات المذهبية والطائفية. لقد اختار الأخوة طريق أهل السنة في الاتباع للدليل، وعدم الركون إلى مذهب معين متعبدين الله بالدليل. رغم أن معظم أهلهم وناسهم يتبعون المذهب الحنفي. وهؤلاء الأخوة قد تركوا المذهب الحنفي لما وجدوا عليه كثيرًا من ناسهم على البدع المخالفة، وكذلك ما وجدوا من مخالفة الدليل أحيانًا. وبعد فترة من الزمن بدأ الناس من حولهم يضجرون منهم ويعيبون عليهم. هذا من جانب، ومن جانب آخر بدأت تظهر لهم بعض التناقضات والمعارضات بين أقوال أهل العلم من خلال قراءة كتبهم، وهذا من قلة العلم ولا شك. وكثيرًا ما يأتون إلى العبد الفقير كاتب هذه الرسالة رجاء الإجابة كما لا أنسى أنهم يحبون كثيرًا أهل العلم والعلماء في الجزيرة العربية وبعض منهم يعزم القدوم إلى أرض الجزيرة العربية كما أن اثنين من الأخوة والدهم يعمل في جدة منذ زمن ليس بالقليل ولا زالوا يذهبون إلى الجزيرة في الأجازات. ثم لقد بدأت معهم بدرس أسبوعي في العقيدة يعتمد الدرس على الكتب التالية الأصول الثلاثة، قرة عيون الموحدين على كتاب التوحيد، الأسئلة والأجوبة على العقيدة الواسطية للشيخ عبد العزيز السلمان شرح أصول السنة لفضيلتكم. والسؤال هو: أي مذهب فقهي نتبع؟ وأي تيار سياسي وعقدي نسلك؟ وما هو السبيل في مسائل الخلاف؟ وما هي أفضل المصادر التي تكون في عون طالب الحق والاتباع؟ وما هو الجواب الشرعي لمثلنا ونحن في بلاد الكفر؟ هل نجعل هذه البلد مقرًا لنا؟ وماذا نفعل مع القول المشهور لأهل العلم القائل بحرمة المكوث في بلاد الكفر إلا للأسباب الثلاثة المعروفة؟ وإذا كان بعضنا موجود في هذه البلد لا لشيء إلا لأن أهله يسكنون في بلاد الكفر ثم أين عذره من حديث الرسول الكريم أنا بريء ممن بات بين ظهراني المشركين أو كما قال عليه الصلاة والسلام؟ نرجو من صاحب السماحة أن يفصل لنا القول ليكون دليلا للحائرين وبلغة للطالبين؟ ولكم منا جزيل الشكر والثناء، وجزاكم الله خيرًا .
الجواب
-
نوصيكم باتباع العقيدة السلفية التي كان عليها الصحابة والتابعون والأئمة
المقتدى بهم وتجدون عقائدهم في كتبهم المطبوعة ككتاب التوحيد لابن خزيمة
وكتاب التوحيد لابن مندة وكتاب الإيمان لابن مندة وكتاب الأسماء والصفات
للبيهقي وكتاب التوحيد في آخر صحيح البخاري وكتاب الإيمان في أول صحيح مسلم
ومقدمة سنن ابن ماجة وسنن الدارمي وكتاب السنة للإمام أحمد والسنة لابن أبي
عاصم والشريعة للأجري وشرح السنة للبريهاري ومن بعدهم كإبطال التأويلات
للقاضي أبي يعلى وذم التأويل لابن قدامة ولمعة الاعتقاد لابن قدامة
والواسطية والحموية لابن تيمية ونحوها من كتب العقائد وابتعدوا عن كتب
الأشاعرة والمعتزلة والرافضة ونحوهم .
وأما المذهب فلا بأس باتباع مذهب معين في الفقه كمذهب أبي حنيفة أو مالك
ولكن إذا ظهر الخطأ في مسألة فقهية فالواجب اتباع الدليل وترك التقيد بمذهب
معين، وأما في مسائل الخلاف التي ليس فيها دليل صريح فإنه يجوز الأخذ فيها
بقول من أقوال العلماء لكن إذا ظهر أن أحد الأقوال أقرب إلى الصواب فالواجب
اتباعه ثم إن فقهاء المذاهب قد بينوا الحق في كتبهم بحسب ما ظهر لهم ففي
المذهب الحنفي أسهل كتبهم الهداية للمرغيناني وما عليها من الشروح، وفي
المذهب المالكي مختصر خليل وما عليه من الشروح، وفي المذهب الشافعي مختصر
المزني والمنهاج والمهذب ونحوها وفي المذهب الحنبلي مختصر الخرقي وشروحه
والهداية للكوذافي والعمدة والمقنع لابن قدامة وشروحها ومتى حصل خلاف بينكم
فإن المسائل الفرعية لا ينكر وقوع الخلاف فيها ولكن ننصحكم بالاجتماع على
القول الراجح ولو خالف المذاهب .
وأما إقامتكم في هذه البلاد فمتى كنتم قادرين على إظهار دينكم وعبادة ربكم
ومعرفة ما يجب عليكم فلا حرج عليكم ولكن نوصيكم بإصلاح النية وذلك بالحرص
على الدعوة إلى الإسلام بالقول والفعل وإظهار محاسن الدين وإقناع
المخالفين، والله يتولى الصالحين .
,
أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -
ملخص الفتوى
- س لقد أتيت إلى بلاد الروم بريطانيا من أجل الدراسة والحمد لله أني وجدت بعض الأخوة المسلمين الحريصين
عدد المشاهدات
- 500