فتاوى ابن جبرين » الآداب الشرعية » آداب المعاملة » العلم » أحكام العلم » كيفية طلب العلم » [ 12219 ] الأسلوب الأمثل والطريقة الأكمل لطلب العلم

السؤال

س: تتباين وجهات النظر في الأسلوب الأمثل، والطريقة الأكمل، لطلب العلم من الاكتفاء بمجالسة العلماء، أو إدامة القراءة، أو حفظ المتون، أو الدراسات المنهجية في الجامعات، نود تجلية الأمر للأخوة القراء من خلال خبرتكم الطويلة في التعليم ؟

الجواب

لا شك في اختلاف الرغبات، والتباين الكبير في طرق التحصيل عند طلاب العلم، والذي أراه أن لكل طالب التمشي على ما يميل إليه ويتأثر به، ويرى فيه الفائدة وإدراك المعلومات، ومع ذلك فإن مجالس العلماء، وحضور الحلقات، وإدامة الملازمة للدروس اليومية أو الإسبوعية التي تقام في المساجد ونحوها، مفيدة ونافعة، ولها تأثير كبير في تحمل العلم، وتجديد المعلومات، وما ذاك إلا أن الدافع إليها غالبًا هو الاستفادة، حيث يتوافد الطلاب إلى تلك الحلقات، ويأتون من أماكن بعيدة أو قريبة، وتراهم خاشعين منصتين، وكل منهم غالبًا يحمل معه كتابًا يتابع فيه المدرس، أو دفتر التعليق الفوائد، وكتابة المعلومات، بحيث يرجع الطالب بحصيلة علمية نافعة، تبقى معه طوال حياته، ومع ذلك فإن المطالعة وإدامة قراءة الكتب العلمية مفيدة جدًا. لكن لا بد قبل ذلك من معرفة المقدمات، والأساليب والاصطلاحات للمؤلفين، ولا بد من معرفة اللغة الفصحى، وما يتصل بها من النحو والصرف والبيان، حتى تتم الاستفادة منها، حيث أن الكثير من الطلاب يصدهم عن القراءة في الكتب جهلهم بالمصطلحات، وقصورهم في المعلومات اللغوية، حتى فضل الكثير ما كتبه المتأخرون، وأكبوا على القراءة للمعاصرين، وإن لم نعرف الصوارف عن مؤلفات الأقدمين. ثم نقول: إن حفظ المتون والمختصرات، واستظهار الأحاديث والقواعد، والشروط، والأركان والواجبات، له الأثر الكبير في بقاء المعلومات، فلقد كان مشايخنا الأكابر يذكرون عن نشاطهم وتسابقهم إلى الحفظ، ويحثون تلامذتهم على ذلك، حتى رأينا منهم العجب في استحضار النصوص والأدلة عند الحاجة إليها، وكانوا يلزمون من أراد الالتحاق بالتعلم: *_أولا:_* يحفظ القرآن الكريم . *_وثانيا:_* أثناء الاستعداد بحفظ المختصرات في النحو والفرائض، والأحاديث في الأحكام، والتوحيد، والعقائد والفقه، والتفسير، أما في هذه الأزمنة فقد لاحظنا فتورًا ظاهرًا في الحفظ، والاهتمام بالمتون، وإنما يكتفون بالفهم وإدراك المعاني من المتون، أو من الشروح، أو من التقارير والتعليقات، وذلك قد يكفي لمن حصل له الفهم التام، ورزق حفظًا دائمًا. فأما الدراسات المنهجية فقد أصبحت من الضروريات، بحيث لا يخل بها إلى القليل، بل يلتزم الأكثرون بها، رجالا ونساء، انتظامًا وانتسابًا. والغالب أن القصد منهم هو الحصول على المؤهل الذي يمنح له بعد الانتهاء من كل مرحلة، ولا شك أن الالتزام بذلك مع المواصلة إلى نهاية المرحلة الجامعية مما يفيد كثيرًا، حيث أن الطفل يبدأ من مبادئ العلوم، ثم يترقى إلى ما بعد ذلك سنة بعد سنة، ومرحلة بعد مرحلة، فمتى كان قصده الاستفادة، وتحصيل المعلومات النافعة، فإنه ولا بد سيحصل من ذلك على قسط كبير، يبقى معه أثره طوال حياته، ولكن لا بد مع ذلك وبعده من مواصلة التعلم، وبذل الجهد في التحصيل، فإن العلم كثير، وطالب العلم لا يكتفي بما حصل عليه، كما في الحديث منهومان لا يشبعان، طالب علم، وطالب دنيا وكان العلماء يوصون تلاميذهم بالاستمرار في الطلب، ويقول أحدهم: طلب العلم من المهد إلى اللحد. ويقولون: من المحبرة إلى المقبرة. فعلى المسلم الجد في الطلب بما يقدر عليه، وما يراه نافعًا في حقه. والله أعلم . ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س تتباين وجهات النظر في الأسلوب الأمثل والطريقة الأكمل لطلب العلم من الاكتفاء بمجالسة العلماء أو إدامة القراءة

عدد المشاهدات

461