فتاوى ابن جبرين » عبادات » الصلاة » حكم الصلاة » صلاة الفرض » صلاة فرض عين » أنواع صلاة فرض العين » صلاة الجمعة » آداب صلاة الجمعة » [ 11139 ] الوعظ قبل الجمعة

السؤال

فتوجد في بلدنا ـ مالي عادة، وهي: أن يقوم أحد طلبة العلم بالتحدث إلى الناس ووعظهم وتعليمهم أحكام دينهم وذلك في المسجد قبل صلاة الجمعة.. حيث إن من الناس من يعيش في البادية، ولا يحضر للمسجد إلا يوم الجمعة، ويجلس في المسجد هكذا، ولا يستطيع حتى تلاوة القرآن أصلا مع قلة المصاحف والكتب، ومن الناس من إذا علم بهذه الكلمات والدروس والمواعظ حضر واستمع، حتى يحين وقت الصلاة. وقد قال بعض الناس: إن هذا العمل بدعة، وقال آخرون: بل جائز. ونريد من فضيلتكم توضيح حكم هذا الأمر مكتوبًا مصدقًا بخاتمكم. على وجه السرعة ما أمكنكم ذلك؛ تحاشيًا للخلاف والشقاق، وبماذا تنصحوننا تجاه هذه الحالة، مع غلبة الجهل وقلة العلم، وانشغال الناس بأمور معاشهم، وعدم تيسر جمعهم في غير هذا الوقت، وخاصة حين لا تكفي خطبة الجمعة لتغطية حاجة الناس من التعليم والتفقه الواجب. وجزاكم الله خيرًا

الجواب

هذا العمل لا أذكر أنه مأثور، ولا نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن خلفائه، ومع ذلك أرى أنه جائز ومفيد، لما ذكر من التعليل، فإن هؤلاء الذين يعيشون في البادية ينقصهم العلم بالأحكام والشرائع، والأمر والنهي، والحلال والحرام، حيث إنهم بادية رحل يتبعون مواضع القطر لمواشيهم التي بها معاشهم ومعاش عوائلهم، فهم بعيدون عن سماع القرآن والذكر والخير، ولا يتسنى لهم الحضور إلى القرى إلا في يوم الجمعة، فهم بحاجة إلى التعليم والتفقيه بأمور دينهم، وما يحتاجون من الأعمال والعبادات والمعاملات، حتى يعبدوا ربهم على بصيرة من أمرهم، وحتى لا يقعوا في البدع والمخالفات التي تحبط الأعمال، أو يعاقبوا عليها، وحتى يسلموا من المعاصي التي قد يفعلونها عن جهل وتساهل، وحتى يقوموا بما أوجب الله عليهم من العبادات التي يتم بها دينهم وإسلامهم، فمتى لم يتمكنوا من التعلم بصفة كافية إلا في المسجد يوم الجمعة قبل الصلاة، جاز تعليمهم، وقد يكون واجبًا؛ لما في تركه من الإهمال والتفريط في تعليم الجهال وقد جاء في الأثر: ويل للعالم من الجاهل حيث لا يعلمه. وما أخذ الله الميثاق على الجاهل أن يتعلم حتى أخذ الميثاق على العالم أن يعلم ويبين، وتوعد على الكتمان لما أنزل الله بقوله: أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ وأما حديث النهي عن التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة، فسببه أن بعض الصحابة إذا دخلوا المسجد يوم الجمعة ولقي بعضهم بعضًا تحلقوا حلقًا متفرقة، يتحلقون للنجوى والتساؤل فيما يختص به كل منهم، فهم عادة لا يتلاقون إلا في هذا اليوم، فيخرج النبي صلى الله عليه وسلم للخطبة وهم حلق متفرقة، فنهى عن ذلك، بخلاف ما إذا كانوا صفوفًا، وكان المعلم لهم إمامهم، يدرسهم ويفقههم، فلا محذور في ذلك، حيث إن الخطبة قد لا تكفي في تعليم الأحكام المفصلة خشية الإطالة والإملال، فهذا ما ظهر لي والله أعلم. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

ملخص الفتوى

فتوجد في بلدنا مالي عادة وهي أن يقوم أحد طلبة العلم بالتحدث إلى الناس ووعظهم وتعليمهم أحكام دينهم

عدد المشاهدات

613