فتاوى ابن جبرين » عبادات » الصلاة » صلاة الجماعة » أحكام متعلقة بصلاة الجماعة » فضل الإمامة في الصلاة
إمامة المسبل والمحدد لحيته
س: ما حكم الشرع في إمامة المسبل والمحدد للحيته
على العلم أننا سمعنا أن المسألة فيها خلاف بين أهل العلم.أفتونا مأجورين
وجزاكم الله خيرًا.
لا يجوز تعيين من يتعمد فعل المعصية في إمامة المسلمين إذا وجد في الجماعة
من هو خير منه ومن يحسن القراءة ويعلم فقه صلاته ولو كان دون الأول في
القراءة وقد روى الإمام أحمد برقم 23409 وأبو داود في اللباس برقم 4086 أن
النبي- صلى الله عليه وسلم- أمر رجلًا أن يتوضأ مرتين فقالوا يا رسول الله
مالك أمرته أن يتوضأ فقال إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره وإن الله لا يقبل
صلاة عبد مسبل إزاره وكذا رواه أبو داود في الصلاة برقم 638 و أحمد أيضًا
برقم 16610 وسكت عنه أبو داود، وقال المنذري في تهذيب السنن في الصلاة في
إسناده أبو جعفر رجل من أهل المدينة لا يعرف اسمه ا. هـ.
وقد أورده النووي في رياض الصالحين وحسنه وهكذا يقال في من يقصر من لحيته
كثيرًا فإنه متعمد للمعصية والمخالفة فقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم-
قصروا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المجوس وفي رواية: جزوا الشوارب وأوفوا
اللحى خالفوا المشركين متفق عليه وبذلك يعلم أن من لم يعف لحيته فهو مخالف
لهذا الأمر النبوي فيكون عاصيًا فلا يستحق أن يعين في الإمامة للصلاة مع
وجود من هو مثله أو قريب منه وقد ذكر الإمام أحمد في الرسالة السنية أن
النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: إذا أم بالقوم رجل وخلفه من هو أفضل منه
لم يزالوا في سفال هكذا ذكره معلقًا وأقره وبذلك يعلم أن المقدم في الصلاة
هو العالم العامل التقي الذي يؤدي العبادة كما أمر ويخشى الله ويتقيه ويحذر
من المعاصي ولو كانت الصلاة خلفه صحيحة لكن صلاته ناقصة فيلحق النقص بصلاة
من قدموه وهو ظاهر المعصية وأما الإمامة العارضة في مسجد في الطريق ونحوه
كما إذا تقدم وأدركت بعض الصلاة خلفه فإنك تصلى وخلا لك ذم والله أعلم وصلى
الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
,أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -