ما يفطر وما لا يفطر من الأدوية

1، 2-اعلم أن هذه الإبر من الأدوية الجديدة التى لم تذكر فى كتب الفقه ولم يتعرض لها العلماء بإباحة ولا منع لفقدها في زمانهم ولما استعملت فى الأزمنة القريبة منع منها المشايخ القدامى فى الصيام مطلقا وأصبح المعالجون يداومون ليلا لعلاج المرضى بهذه الإبر ثم إن المشايخ المعاصرين نظروا وبحثوا فرأوا أن جميع الإبر لا يحكم عليها كلها بالمنع فأفتوا بأن الإبر المغذية أو المقوية للبدن لا تجوز للصائم وهكذا الإبر التى تضرب فى الوريد وتنتشر فى العروق ويحس الإنسان بحرارتها أو برودتها فى أكثر جسده فتعطى حكم ما يدخل فى البدن فقد أفتى العلماء بأن الصائم إذا أدخل باطن جسده شيئا من أى موضع ولو بمداواة جائفة أنه يفطر أما إذا كانت الإبر موضعية أو مسكن للألم أو مخففة للمرض ولم يكن لها سريان فى البدن فيتسامح فيها للضرورة وبقدر الحاجة ويفضل تأخير استعمالها إلى الليل. 3- أما نقط العين والأذن فالأرجح والأولى جواز استعمالها ولو وجد طعمها فى حلقه حيث أن فى العين عرقا يتصل بالخياشيم وقد منع بعض العلماء الصائم من الكحل ودواء العين وورد فى ذلك حديث (أن النبى صلى الله عليه وسلم أمر بالإثمد عند النوم وقال: ليتقه الصائم ) ولكن الحديث ضعيف ولذلك يختار شيخ الإسلام ابن تيمية جواز علاج العين وكذا الأذن لأنها ليست من المنافذ المحسوسة فعلى هذا يجوز علاجها بالقطرة والدواء عند الحاجة وإن كان الأولى ترك ذلك خروجا من الخلاف ، وأما قطرة الأنف فلا تجوز إذا دخلت من المنخرين فالأنف من المنافذ الحسية وأجاز بعض العلماء القطرة فى أدنى الأنف عند انسداد الخياشيم إذا تحقق بأنها لا تصل إلى الجوف ، أما إذا وصلت إلى الحلق فإنها تفطر. 4- وأما بخاخ الربو فرخص به بعض المشايخ واعتبروه هواء يشبه الأكسجين الذى يشتمل عليه الهواء ويجتذبه الإنسان بنفسه ولكن هذا البخاخ يشتمل على مادة لها جرم وثقل فنرى أنه لا يستعمل فى الصوم إلا عند الضرورة وبقدر الحاجة. 5- وأما التحاليل فلا تجوز وذلك لأنها تذوب وتصل إلى الجوف عن طريق الرحم أو عن طريق الدبر ويكون لها تأثير ولو لم تكن مغذية ولا ملحقة بالطعام أو الشراب ولكن لعموم قولهم إن من أدخل إلى بدنه شيئا من أى موضع كان غير إحليله فقد أفطر فيدخل فى ذلك هذه التحاليل . والله أعلم . ,

أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

المزيد