الجهاد في منطقة فطاني

وبعد ، فإن الجهاد الذي هو قتال الكفار من فروض الكفايات ، فيجب على المسلمين قتال القريبين منهم لقوله تعالى: قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وإذا كانوا كفارا من أهل الكتاب أو المجوس فقتالهم واجب حتى يسلموا أو يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرين ، فإن ضعف المسلمون وعجزوا عن مقاومة الكفار لقلة الأسلحة أو لقلة العدد جازت الهدنة والصلح وإعطاء العهد والميثاق، فلا يقاتلونهم حتى تنتهي المدة لقوله تعالى وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وقوله إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ . وبالجملة فإذا كان الكفار يذلون المسلمين ويقهرونهم ويفرضون عليهم الدخول في دينهم أو التحاكم إلى قوانينهم وقدروا على الاستقلال والاتحاد وجب عليهم قتال الكفار لتكون كلمة الله هي العليا ، ويفرضوا وجودهم في البلاد التي هي للمسلمين، لكن إن خافوا على الأنفس والذرية وكانت القوة والسلطة بأيدي الكفار وعرفوا أنهم إذا بدأوا بالقتال تسلط عليهم الكفار وأبادوهم جاز لهم الاستسلام حتى تكون لهم قوة ومنعة، والله يتولى الصالحين. والله أعلم. ,

أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

المزيد