فتاوى ابن جبرين » الدعوة الإسلامية والقضايا المعاصرة » قضايا الدعوة الإسلامية » الحضارة الإسلامية
كلمة جامعة في بيان أسباب ضعف الأمة الإسلامية اليوم
س:كيف تفسرون فضيلة
الشيخ الضعف الذي تعيشه الأمة الإسلامية مع انتشار المؤسسات العلمية ووجود
الإمكانيات المادية ما لم يكن متوفرا لأسلافنا؟
هذا السؤال له إجابة مُشابهة وهي: ـ
س: ما هي أسباب ضعف الأمة الإسلامية اليوم ؟
يُراد بالضعف هنا ضعف الإيمان، وضعف التمسك بالدِّين، والاقتناع من غالب
المسلمين بمجرد الانتماء إلى الإسلام دون التحقق بتعاليمه ، ولا شك أن لذلك
أسبابا عديدة أشدها كثرة الدعاة إلى الفساد، والمنكرات والمعاصي ، بالقول
والفعل من أناس ثقلت عليهم الطاعات، ومالت نفوسهم إلى الشهوات المحرمة
كالزنا وشرب الخمر وسماع الأغاني ونحو ذلك ، فقاموا بالدعوة إلى الاختلاط ،
وزينوا للمرأة التبرج والسفور وجعلوا ذلك من حقها ، ودعوا إلى إعطائها
الحرية ، والتصرف في نفسها ، فجعلوا لها أن تُمكِّن من نفسها برضاها، ولو غضب
أبوها أو زوجها فلا حدَّ عليها ، ولا على من زنا بها برضاها ، وعند الانهماك
في هذه الشهوات ثقلت عليهم الصلوات ، وتخلفوا عن الجُمع ، والجماعات ،
ومنعوا الواجبات ، وتعاطوا المسكرات ، والمخدرات مما كان سببا لضعف الإيمان
في قلوبهم ، وهكذا من أسباب ضعف الأمة الإسلامية كثرة الفتن ، والمغريات
حيث توفرت أفلام الجنس ، وأصوات المغنين ، والفنانين ، والفنانات وصور
النساء العاريات أو شبه العراة ، وكل ذلك سبب الانهماك في هذه المحرمات ،
فضعف الإيمان في القلوب ، وهكذا من أسباب ضعف الأمة الإسلامية انفتاح
الدنيا على أغلب الناس ، وانشغالهم بجمع الحطام الفاني ، والإعراض عن العلم
والعمل ، والسعي وراء جمع المال ، وتنمية التجارات ، والمكاسب ، فكان سببا
لنسيان حق الله تعالى ، وتقديم الشهوات وما تتمناه النفس مع توفر الأسباب
والتمكن من الحصول عليها ، ومن الأسباب - أيضا - ضعف الدعاة إلى الإسلام
الحقيقي ، وقلة ما معهم من العلم الصحيح ، ورضاهم بأقل عمل مع مشاهدة كثرة
الفساد وتَمكُّن المعاصي ، وكثرة من يتعاطى على مرأى ومسمع من الجماهير ، ولا
شك أن الأمة متى ضعف فيها جانب الإيمان ، والعمل الصالح ، وفسدت فطرتها ،
وانهمكت في الملاهي والشهوات وأعرضت عن الآخرة ، فإنها تضعف حسيا ، ويقوى
الأعداء من كل جانب ، ويسيطرون على ما يليهم من بلاد المسلمين ، ولا يكون
مع المسلمين قوة حسية، ولا معنوية تقاوم قوة الأمم الكافرة ، وذلك ما حصل
في كثير من البلاد الإسلامية التي تَسلط عليها الأعداء ، يَسومونهم سوء
العذاب ، وتسلط عليهم وُلاة السوء، وأذلوهم ، وقهروهم حتى يرجعوا عن دينهم .
والله المستعان.