تفسير قوله تعالى أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر

الآية يذكر الله فيها نعمه على عباده حيث يسر لهم أسباب الهداية الحسية والمعنوية؛ فإن الحسية هي اهتداؤهم إذا ساروا في البراري، ولو في الظلمات أو في البحر حيث يعرفون الطريق الذي يريدون التوجه إليه، ويكون ذلك بما نصب الله تعالى من العلامات التي تظهر أمامهم، قال الله تعالى: وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ فإذا كانوا في البراري عرفوا الطرق بالسُبل والجواد التي تتوجه إلى القُرى أو المُدن التي يريدونها، وكذلك يهتدون بالشمس والقمر والنجوم والجبال، وهكذا إذا كانوا في البحر فإنهم في الليل يسيرون مُقتدين بالنجوم التي يعرفونها كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ أي خلقها لكم حتى تستدلوا بها على الجهة التي تقصدونها، فالنظرة العلمية في ظلمات البر والبحر أن المُسافر إذا كان في الليل في الظلمة وأخطأ الطريق نظر في النجوم وعرف الجهة التي يريدها وتوصله إلى مقصده، وكذلك إذا كان في البحر فإنه أيضًا يستدل على الجهة التي يريدها بالنجوم التي في السماء حيث تدله على الجهة التي يتوجه إليها. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين المزيد