فتاوى ابن جبرين » التفسير وعلوم القرآن » التفسير » تفسير القرآن » تفسير سورة الرعد
تفسير قول الله تعالى ألا بذكر الله تطمئن القلوب
س: قرأت أجوبتكم حول موضوع
الصوفية، حيث قلت بأن تكرار كلمة (الله) ( هو ) كنوع من الذِّكْرِ لا يجوز؛
لأنه عمل لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، وكنت أفكر في الآية رقم (28)
من سورة الرعد، التي فيها: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، أرجو توضيح
المراد من هذه الآية في ضوء ما قلتم في إجابتكم على الأسئلة المُتعلقة
بالصوفية؟
يُذكر عن الصوفية قولهم: إن كلمة (لا إله إلا الله) ذِكْرُ العامة! وأن تكرار
كلمة (الله الله) ذكر الخاصة! وأن تكرار (هو هو) ذكر خاصة الخاصة!! فعلى
قولهم يكون الأنبياء والرُّسل والصحابة والتابعون وأئمة الدين كلهم من
العامة!! حيث إنهم يدعون إلى ذكر الله تعالى بالتهليل ونحوه.
وأما قول الله تعالى: أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
فالمراد كل شيء يُذكِّر بالله تعالى، كالتسبيح، والتحميد، والتكبير، والتهليل،
والاستغفار، والدُّعاء، والقراءة، وما أشبهها، فإنها كلها من ذِكْرِ الله تعالى.
ولا شك أن الذي يُكثر من التسبيح والتحميد والتهليل يجد راحة في قلبه،
وسرورًا وطمأنينة ومحبة لله تعالى، ويجد لذَّة لهذا الذِّكْرِ، وفيه أجر كبير لو
لم يكن منه إلا قول الله تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ
وللحديث القدسي: مَنْ ْذكرني في نفسه ذكرتُهُ في نفسي، ومَنْ ذكرني في ملأ ذَكَرْتُهُ
في ملأ خير منه والله أعلم.
,أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -