التفسير والتأويل

فتاوى ابن جبرين » التفسير وعلوم القرآن » التفسير » التفسير والتأويل

سؤال حول أحداث الحادي عشر من سبتمبر


س: شاع وظهر بين أوساط الناس منذ أحداث التفجير في الولايات المتحدة أقوال وتصورات منذ ذلك الحين وإلى اليوم، وهي تزداد من وقت لآخر، يقول أصحاب تلك الأقاويل: إن الله قد بين في كتابه أحداث الحادي عشر من سبتمبر وهي واضحة جلية في سورة التوبة، حيث إنها تقع ترتيبًا بين سور القرآن السورة الحادية عشر، وعدد طوابق المبنى الذي سقط 110 طابقًا، وقد قال الله تعالى في الآية 110 من سورة التوبة قوله: لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وإن المنطقة التي يوجد بها المبنى الذي سقط تدعى " جرف هار " وينسبون ذلك إلى إعجاز القرآن، ويتكلفون في تنزيل آيات الله على الواقع وربطها به، فنرجو من سماحتكم التكرم في بيان الحكم الشرعي في ذلك لكي يتم نشره، لا سيما وأن هذا الأمر مما انتشر وشاع بين الناس وقويةٌ حجةُ من يقول به.
هذه الإشاعة لا أصل لها ولا أساس لها، فإن ترتيب سور القرآن حصل باجتهاد من الصحابة، ولو كان بعضه توقيفيًّا، وقد تعد سورة الأنفال والتوبة سورة واحدة، وسورة التوبة هي السورة التاسعة ليست الحادية عشرة، والآية المذكورة يراد بها مسجد الضرار الذي بناه المنافقون ضرارًا وتفريقًا بين المؤمنين، والمراد بقوله تعالى: خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ تمثيل بناء المنافقين لذلك المسجد بمن بنى منزلًا على حرف الوادي فجاء السيل فحفر تحته وسقط البناء، فالمعنى أن ما بنوه حسًّا أو معنى لا بد أن يسقط، وهكذا كل من أشبههم، فعلى هذا ليس في الآية المذكورة إشارة إلى هذا الحادث، وقد فسرها العلماء وشرحوا مدلولها ولم يذكر أحد أن فيها إشارة إلى أمر مستقبل، فهذه التغيرات حصلت بتدبير واحتيال من أولئك الذين دبروها ليوقعوا الإهانة والإذلال والخوف والرعب في قلوب أولئك النصارى لما عملوه من إضرار بالمسلمين في كثير من البلاد الإسلامية، والله من ورائهم محيط. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

أخرى ...