العمل بالقرآن

فتاوى ابن جبرين » التفسير وعلوم القرآن » واجب المسلم تجاه القرآن » العمل بالقرآن

من هم أهل القرآن


س: ذكر صاحب كتاب: (( وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية )) حديثـًا رواه الطبراني في الأوسط بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنه قال: (( لقد عشت برهة من دهري وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يقف عنده منها كما تُعلَّمون أنتم القرآن، ثم أجد رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته ما يدري ما أمره ولا زجره وما ينبغي أن يقف عنده منه، وينثره نثر الدَّقل )). أرجو شرح الحديث من تبيين فوائده؟ وما معنى: (( ثم أجد رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان))؟
قوله: ((يؤتى الإيمان قبل القرآن )) بمعني أنه يصدق الله تعالى ويصدق النبي صلى الله عليه وسلم، ويعتقد صحة ما جاء به من الإسلام والإيمان، فيطمئن قلبه بذلك قبل أن يقرأ القرآن، لمعرفته بصدق النبي صلى الله عليه وسلم وبصحة ما جاء به، (( وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يقف عنده منها كما تعلمون أنتم القرآن )) يعني أنهم لا يقتصرون على تعلم ألفاظ القرآن، بل يتعلمون ما فيه من الحلال والحرام والأمر والنهي، ويعملون بذلك كما قال عبد الله بن الحبيب رحمه الله: (( حدثنا الذين كانوا يعلموننا القرآن أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها، قالوا: فتعلمونا القرآن والعلم والعمل جميعًا ))، وقوله: (( ثم أجد رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان )) ينكر على المتأخرين الذين يقرأون القرآن وينثره أحدهم نثر الدقل، ويسرع في قراءته، ولا يتأمل ما فيه، ولا يدري بأوامره ونواهيه، ولا يعمل بما فيه ولا يتمثل أوامره، ولا ينزجر عن زواجره، ولا يحل حلاله ولا يحرم حرامه، ولا يعمل بمحكمه ولا يؤمن بمتشابهه، ولا يقف عند عجائبه، وإنما يتعلمه ليأكل به ويقرأه ليحصل على أجره لأجل قراءته، فمثل هؤلاء لا يكونون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

أخرى ...