حكم حلق اللحية خشية الفتنة

هذا السؤال له إجابة مُشابهة وهي: ـ س: أرجو أن تزيلوا استفهامًا بداخلي حول سنة من سنن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: قصوا الشوارب وأعفوا اللحى فما حكم حلق اللحية، أهو حرام أم لا؟ أريد من فضيلتكم أدلة قطعية مبرمة ومقنعة وجدّ كافية مع العلم أنه في الجزائر مؤخرًا وخاصة بعد تأزم الأوضاع الأمنية أصبح الملتحي يعاني من مشاكل عويصة كالسجن، والطرد من العمل... إلخ؟ هذا الحديث صحيح ثابت جاء بلفظ: قصوا الشوارب وأعفوا اللحى وبلفظ: أحفوا الشوارب وأرخوا اللحى وفي رواية: وأوفوا اللحى فيدل على أن إعفاء اللحية وإبقاءها كما هي من شعائر الإسلام ومن أخلاق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما قال تعالى في قصة موسى وهارون قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي فيجب على المسلمين أن يعملوا بهذه السنة وأن يطبقوها وهي قص الشوارب وإعفاء اللحى وإكرامها وعدم أخذ شيء منها واللحية اسم للشعر النابت على الخدين والذقن. وقد كان نبي الله صلى الله عليه وسلم كثَّ اللحية وكثير شعر اللحية، وقد أمر الله تعالى باتباعه وبالاقتداء به قال الله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فمن الأسوة اتباعه في إعفاء اللحية وقص الشارب، والحذر من مخالفته ومن معصية أمره فقد قال تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وجعل الله اتباعه علامة على صدق محبته حيث قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وجعل طاعته من طاعة الله، قال الله تعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وتوعد على معصيته بالعذاب، ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: كل الناس يدخل الجنة إلا من أبى ثم قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى وذلك دليل على وجوب طاعته في القليل والكثير، ومن ذلك امتثال أمره بإعفاء اللحى إلا إذا خاف المسلم من العذاب ومن الفتنة فإنه يدخل في حكم المُكره كما قال تعالى: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه والله أعلم. ,

أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

المزيد