حكم من قال كلما زادت الرعاية الصحية قلت الوفيات

أرى أنه لا بأس بذلك ولا يخالف ما قدره الله وقضاه أولا وما كتبه في اللوح المحفوظ وما كتب على الإنسان وهو في رحمه وذلك على يسير وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوي به وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئًا؟ قال : هي من قدر الله رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي خزامة عن أبيه وحسنه الترمذي ومعناه أن الله تعالى قدر الدواء النافع وكتب في الأزل أن هذا يستعمله فيفيده ويزول مرضه بسببه وأن هذا يستعمله ولا يفيده وأن آخر يزول مرضه بدون علاج وآخر يبقى مرضه حيث لم يستعمل الدواء فكل ذلك مقدر في اللوح المحفوظ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء رواه الترمذي وصححه وأحمد وأهل السنن وروى البخاري عن أبي هريرة مرفوعًا : ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء وفي الباب أحاديث كثيرة. ولا شك أن الرعاية الصحية من أنواع العلاج واستعمال الأدوية المضادة للأمراض الفتاكة فكلما زادت هذه العناية أثرت في تخفيف الأمراض أو إزالة أثرها وفي شفاء المرضى ومكافحة أسباب الوفيات الظاهرة لنا مع أنا نؤمن بأن الأمراض مقدرة وأن علاجها وزيادة الرعاية الصحية مكتوبة أيضًا ومقدرة في الأزل ولكن المشاهد أن هناك أمراض قد تستعصي ويصعب علاجها سابقًا وقد يسر الله الاطلاع على أسبابها ومعرفة آثارها ووجود أدوية تكافحها وتخفف من آثارها فتعلم تلك الأسباب وأنواع الأدوية وكيفية استعمالها من أسباب تخفيف الأمراض وتقليل عدد الوفيات كما أن حوادث السيارات المرورية كثيرة وهي من أسباب كثرة الوفيات وأن إصلاح الطرق المزدوجة وتوسعة الشوارع والعناية بالإشارات والتزام السائق التعليمات المرورية ونحو ذلك كله من أسباب الوقاية من كثرة الحوادث ووقوع الوفيات مع أن الجميع بقضاء الله وقدره. والله أعلم. ,

أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

المزيد