مذهب أهل السنة والجماعة في الحياة البرزخية

يؤمن أهل السنة والجماعة بعذاب القبر ونعيمه اعتمادًا على ما جاءت به الأخبار الصحيحة المرفوعة والموقوفة وما استنبطه العلماء من الآيات القرآنية وقد فصل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث المرفوعة وألف في ذلك العلماء وذكروا ما في الباب من الأدلة وما وقع لكثير من الناس من الكشف على شيء من ذلك ومن المنامات التي يصدق بعضها بعضًا ويعتقدون أن العذاب والنعيم على الأرواح بعد مفارقتها للأبدان وأن الأبدان قد تتأثر ولو بعد فنائها فقدرة الله عامة فلا مانع من أن يصل إلى الأبدان أثر العذاب والنعيم ولو بعد أن كانت ترابًا أو رمادًا وذلك لأنا لا ندرك شيئًا من أمور البرزخ لأننا في عالم والأرواح في عالم آخر. ويعتقد أهل السنة أن هذا العذاب والنعيم يستمر إلى قيام الساعة كما صحت بذلك الأحاديث كما يعتقدون التصديق بما جاء في القرآن والسنة من أن الله يبعث من في القبور بعد النفخ في الصور ورد الأرواح إلى أجسادها وقيام الناس من قبورهم وحشرهم إلى المواقف والتصديق بما ورد من الحساب والجزاء على الأعمال من الحسنات أو السيئات وما يكون في يوم القيامة من وزن الأعمال وتطاير الصحف ونصب الميزان ودخول الجنة أو النار فهذا مجمل اعتقاد أهل السنة فيما يكون بعد الموت. وقد خالف في ذلك أقوام من الفلاسفة الإلهيين وأنكروا عذاب القبر ونعيمه وذكروا أنهم كشفوا عن الميت فوجدوه كما وضع لم يتغير شيء من حاله وهؤلاء يكذبون بما لم تبلغه حواسهم وخفي عليهم أنهم في عالم والأرواح في عالم آخر فإن من حكمة الله أن حجب عن الجن والإنس سماع عذاب القبر ورؤيته حتى لا تتكدر عليهم حياتهم، ثم إن الفلاسفة أيضًا كذبوا بالبعث الحقيقي الذي هو إعادة الأجساد وجمعها بعد فنائها ورد الأرواح إليها وادعوا أن ليس هناك دار أخرى، وأن هذا النوع من الإنسان ليس بداية ولا نهاية قالوا: إنما هي أرض تبلع وأرحام تدفع وقد رد عليهم أهل السنة بالأدلة العقلية التي أرشد إليها رب العالمين تعالى وتقدس في كتابه المبين وبالأدلة النقلية التي بلغت حد التواتر ولكن لا حيلة فيمن حكم الله عليهم بالضلالة فنعوذ بالله من الحرمان ونسأله العفو والغفران. والله أعلم . ,

أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

المزيد