فتاوى ابن جبرين » العقائد » الإيمان » أركان الإيمان » الإيمان بالله » توحيد الأسماء والصفات » الاستواء والعلو » القول في معية الله تعالى لخلقه
المراد بمعية الله وهل يجوز الدعاء بها
س: بعض الناس عندما تقول له: هل تذهب
معي، يقول: (معك الرحمن)، أو يقول: (يخاويك الرحمن)، فهل هذا جائز؟
أولًا: نرى أنه لا بأس بذلك، وتكون المَعِيَّة هي المَعِيَّة الخاصة المذكورة في
قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ
ونحوها من الآيات، فهذه المعية مُقتضاها: النصر والتأييد والتوفيق والتسديد
والحماية والحفظ، كما ذكر ذلك العلماء في تفسير هذه المعية فيقولون: "إن
الله مع المتقين ينصرهم ويحفظهم ويُؤيدهم ويقويِّهم ويرزقهم ويُسدِّدهم، ويحميهم
عما يُفسد عليهم عقائدهم وأخلاقهم وأعمالهم، ويحفظهم عن الشياطين من شياطين
الإنس والجن"، وهكذا إذا قال: (يخاويك الرحمن)، أي: يُرافقك ويُسددك، ولا
يجوز أن يُعتقد أن الله معك بذاته فإنه- سُبحانه- مُستوٍ على عرشه، بائنٌ من
خلقه، وهو مع ذلك قريب من عباده يراهم ويطَّلع عليهم، وما ذُكر في القرآن من
علو الله وفوقيته لا يُنافي ما ذُكر من قُربه ومعيته، فإنه تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
.
,أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -