فتاوى ابن جبرين » العقائد » الإيمان » أركان الإيمان » الإيمان بالله » توحيد الأسماء والصفات » التأويل » أسماء الله وصفاته حقيقية
إثبات صفة الوجه لله تعالى
س: ما معنى الكلام التالي" حجابه النور لو كشفه
لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" قال تعالى: ذلك بأني جواد
واجد ماجد أفعل ما أريد، عطائي كلام وعذابي كلام، إنما أمري لشيء إذا أردته
أن أقول له كن فيكون؟
هذا الكلام جاء في حديث صحيح أوله قول النبي- صلى الله عليه وسلم: إن الله
لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، حجابه النور ومعنى ذلك
أنه احتجب عن خلقه بهذه الأنوار القوية الساطعة، فلا يتمكن أحدٌ أن يراه في
الدنيا لوجود ذلك النور الذي احتجب به، فلو كشف ذلك النور لأحرقت سُبحات
وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، وفي هذا دليل على إثبات صفة الوجه لله
تعالى وسُبحات الوجه أنواره التي تمتد إلى ما يُقابله، فلو كشف ذلك النور
لاحترقت المخلوقات التي تُقابل وجهه على ما يشاء، مع أنه سُبحانه لا يخفى
عليه شيءٌ من خلقه، وكل بعيدٍ فإنه قريبٌ إليه، وقد قال النبي- صلى الله عليه
وسلم- في حديث أبي موسى: وما بين القوم وبين أن ينظروا إليه إلا رداء
الكبرياء على وجهه في جنة عدن فأخبر بأن من حجابه رداء الكبرياء على وجهه،
فدل على إثبات صفة الوجه لله تعالى، ودلّ على أنه احتجب في الدنيا بالنور
وبرداء الكبرياء، ولعله ذلك النور الذي احتجب به عن خلقه، وأما قول الله
تعالى في الحديث القُدسي: ذلك بأني جواد واجد ماجد ففي هذا الحديث إثبات صفة
الجود والكرم لله تعالى فالجواد هو كثير العطاء وكثير الخير، والواجد هو
الغني الذي لا يُعوزه شيء، فقد وصف الله تعالى نفسه بقوله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ
أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
والماجد هو كثير المجد، أي المُستحق لأن يُمَجَّد ويُعَظَّم، ومن أسمائه الحميد
المجيد، وأخبر بأن عطاءه كلام، أي لا يحتاج إلى عمل، يُعطي من يشاء بقوله:
كن فيكون غنيًا بإذن الله، وعذابه كلام إذا أراد أن يُعذّب أحدًا فلا يحتاج إلى
عمل وإنما يقول له كن، وهو معنى قوله تعالى: إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ
نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
.
,أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -