فتاوى ابن جبرين » العقائد » الإيمان » معنى الإيمان وحقيقتة » اختلاف الفرق في مسمى الإيمان
الفرق بين من قال إن الأعمال ركن في الإيمان ومن قال إن الأعمال شرط في الإيمان
س: ما الفرق بين من قال إن الأعمال ركن في الإيمان، وبين من قال
إن الأعمال شرط في الإيمان؟ أرجو التوضيح توضيحًا كافيًا شافيًا؟ وهل الصواب
أن الأعمال هي في ماهية الإيمان لا شرطًا ولا ركنًا فيه؟ وما قولكم فيمن يقر
أن الإيمان قول وعمل واعتقاد وموافقة يزيد وينقص، ولكنه قال إن الأعمال شرط
في كمال الإيمان؟ وما الفرق بين من قال إن الأعمال شرط كمال ومن قال إن
الأعمال شرط صحة؟ وهل كلا القولين خطأ؟
عقيدة أهل السنة أن الأعمال
داخلة في مسمى الإيمان، فهي من الإيمان، وكل خصلة من خصال الخير فإنها من
الإيمان، ولهذا يقول البخاري رحمه الله: (باب الصلاة من الإيمان) و(باب
الزكاة من الإيمان)، وهكذا تتبع خصال الإيمان التي وردت فيها أحاديث تنص
عليها، وأعم من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: الإيمان بضع وستون أو
بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق
والحياء شعبة من الإيمان فالأعمال كل منها جزء من الإيمان وبعض منه،
وبتكاملها يكمل الإيمان، ولم يكن السلف رحمهم الله يفرقون بين الركن
والشرط، وفرق الفقهاء فجعلوا الشرط يتقدم المشروط، فجعلوا شروط الصلاة تقع
وتستقبل قبلها، وقالوا: إن ركن الشيء جزء ماهيته، فأركان الصلاة أجزاء
منها، فعلى هذا نقول إن الأعمال أجزاء من الإيمان وأبعاض منه، ولا نقول
إنها أركان في صحته، ولا أنها شروط في وجوده، ولكنها علامات ظاهرة على
الإيمان، وأن ظهورها دليل واضح على أن العبد مؤمن بالله تعالى باطنًا
وظاهرًا، فتكون الأعمال من ماهية الإيمان ولا تسمى شرطًا ولا ركنًا.
وقد نص العلماء على أن الإيمان: (( قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل
بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان ))، وإذا كان كذلك فإن الأعمال جزء
من الإيمان، ومن قال إنها شرط كمال فقد تناقض، فلو كانت كذلك لكان الإيمان
موجودًا بدون الأعمال كما تقوله المرجئة، وهكذا من يقول إن الأعمال شرط
كمال، فإن في زعمه يستغني عن الأعمال، وأما من قال أن الأعمال شرط صحة فهو
أقرب إلى الصواب، وإذا قلنا إن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان فلا حاجة إلى
قول من قال إنها شرط كمال أو شرط صحة، فإنها تسمى إيمانًا. والله أعلم.
,أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -