غربة الإسلام

فتاوى ابن جبرين » العقائد » الإسلام » غربة الإسلام

حكم إطلاق مسمى الخوارج على الإرهابيين


س: هل يجوز أن نقول للإرهابيين: خوارج ؟ وما الدليل على ذلك؟ وإذا قلنا لهم: خوارج، هل يجوز أن نقول لهم: كلاب النار؟
فإن الخوارج: هم الذين خرجوا على الصحابة، وقتلوا كثيرًا من المُسلمين، وكانوا يُكفِّرون بالذنوب ؛ فيرون العفو ذنبًا، والذنب كُفرًا، وقد وردت فيهم أحاديث، وأنهم يمرقون من الدين، كما يمرق السهم من الرمية، وأنهم كلاب النار، وأما من يُسمون بالإرهابيين ؛ فإن هؤلاء قد لا يكونون من الخوارج؛ فإن كثيرًا من الدُول تعتقد أن كل من أنكر عليها ؛ فإنه إرهابي، تعتقد أنه يُطلع الناس على عيوبها من تحكيم القوانين الوضعية، ومُحاربة الأحكام الشرعية، فكل من واظب على الصلاة في الجماعة، فهو عندهم إرهابي، وكل امرأة حجبت وجهها، أو رأسها عن الأجانب، فذلك من الإرهاب، وكذا كل من أعفى لحيته، أو أدى مناسك الحج، أو تعلم العلوم الشرعية، أو اقتنى مصاحف المسلمين، أو دعا إلى الله تعالى، أو أمر بالمعروف، أو نهى عن المنكر، وهذا وصف المتمسكين بالدين، والغرباء في آخر الزمان، وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: فطوبى للغرباء: الذين يفرون بدينهم من الفتن، أو الذين يصلحون عند فساد الناس فهؤلاء تُسميهم بعض الدول إرهابيين يُطبِّقون عليهم قول الله تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ مع أنهم في الحقيقة: هم أهل النصيحة، وأهل الصلاح، وقد ورد في الحديث: لولا أطفال رُضَّع، وبهائم رُتَّع، وشُيوخ رُكَّع، لَصُب عليكم البلاء صبًا فالله تعالى يدفع البلاء، والعقوبة بوجود هؤلاء الصالحين المُصلحين، ولو سمَّاهم غيرهم بالإرهابيين، أما الذين يُكفِّرون بالذنوب، ويستبيحون الخروج على ولاة الأمر، الذين لم يُظهروا كفرًا بواحًا ؛ فإنهم إذا خرجوا على الولاة، فهم خوارج، وإرهابيون، ومن كلاب النار. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

أخرى ...