حكم الإفتاء

فتاوى ابن جبرين » أصول الفقه » الإفتاء والاستفتاء » حكم الإفتاء

أثر سرعة إطلاق الأحكام


س: ألا ترون أن سرعة إطلاق الأحكام أدت إلى نفور الناس من الفتوى وتَفَلُّتهم من الانصياع لها بالإضافة إلى الاختلافات بين فتاوى العلماء؟
لا شك أن التسرع في الفتوى سبب لوقوع الأخطاء والقول على الله بلا علم، وقد نقل البغوي في شرح السنة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أدركت عشرين ومائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فما منهم محدث إلا ودَّ أن أخاه كفاه الحديث، ولا مفت إلا ودَّ أن أخاه كفاه الفتيا. وقال أبو الحصين إن أحدكم ليفتي في المسألة لو وردت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر. وقال ابن مسعود والله إن الذي يفتي الناس في كل ما يسألونه لمجنون. وقال مالك العجلة في الفتوى نوع من الجهل والخرق. ثم نقول إن الإفتاء منصب كبير يجب أن لا يتولاه إلا أهل التمكن في العلم والمعرفة بالأدلة والقدرة على الاستنباط واستحضار النصوص ومعرفة أصول الفقه وقواعده، ولا بد أن يكون المفتي من أهل الورع والتمسك بالدين الحنيف فعلى هذا نعرف أن الذين يتسرعون في الفتوى من أهل الجهل بالله وبحدوده يخاف عليهم القول على الله بلا علم، وأن يعمهم قول الله تعالى: وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وننصح المستفتي أن يختار أهل الورع والخوف والتثبت وأهل العلم بالأدلة بحيث يحملهم علمهم على العمل بالنصوص والاتباع للأدلة دون مراعاة حال الناس ودون تتبع الرخص ودون مخالفة جماهير العلماء والأئمة الأربعة واتباعهم فإن الخلاف شر ويد الله مع الجماعة. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

أخرى ...

كيف يمكن الجمع بين التورع عن الفتيا وبين نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن كتم العلم

س كيف يمكن الجمع بين التورع عن الفتيا وقول النبي صلى الله عليه وسلم من سئل عن علم