فتاوى ابن جبرين » أصول الفقه » أدلة الأحكام » الكتاب (القرآن) » الاختلاف في البسملة
هل البسملة آية من كل سورة وما حكم الجهر بها في سورة الفاتحة أثناء الصلاة؟
س: هل ( بسم الله الرحمن الرحيم ) آية من كل سورة أم هي آية من
سورة الحمد فقط، وما حكم الجهر بالبسملة في سورة الفاتحة أثناء الصلاة؟
الصحيح أن البسملة آية من القرآن وليست خاصة بسورة معينة، وليست آية من كل
سورة لا من الفاتحة ولا من غيرها، وإنما كتبت للفصل بين السورتين، والصحيح
أنه لا يجوز الجهر بها إلا في بعض الأحيان، ومن جهر بها فلا ينكر عليه، فقد
ذهب الإمام مالك إلى عدم قراءة البسملة في الصلاة لأن هذا فعل أهل المدينة
ولكن الفعل إنما هو عدم الجهر بها، وقد يكون الإمام يقرأها سرا، وذهب
الإمام أحمد إلى الإسرار بها وأنها آية من القرآن ولا يجهر بها، واستدل
بحديث أنس قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فلم أسمع
أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم وفي رواية فكانوا يستفتحون القراءة
بالحمد لله رب العالمين لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول القراءة
ولا في آخرها وهذا القول هو الأرجح، لكن ورد عن أبي هريرة أنه جهر بها مرة
مع قوله: إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم فيظهر أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يجهر بها أحيانا، كما أنه كان يسمعهم الآية أحيانا
في الصلاة السرية، وقد ذهب الشافعية إلى الجهر بها في الفاتحة والسورة
استدلالا بحديث أبي هريرة المذكور، وتكلفوا في رد حديث أنس والجواب عنه،
ولكل مجتهد نصيب، والأصح عدم الجهر بها، لكن إذا جهر بها بعض الأحيان من
غير رفع صوت فلا ينكر عليه. والله أعلم.
,أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -