من الأخلاق الحميدة العفو والتسامح

فتاوى ابن جبرين » الآداب الشرعية » الأخلاق » الأخلاق الحميدة » من الأخلاق الحميدة العفو والتسامح

العفو عن الظالم متى يكون أولى من أخذ الحقوق


س: العفو عن الظالم دعا إليه الإسلام، فهل الدعاء على الظالم إضاعة لأجري، وانتصاف لنفسي؟ وإذا كان هذا الظالم عدوا مستمرا في البغي، والكيد، فماذا أفعل؟ وما هو ثواب، وأجر العفو عن الآخرين في الدنيا والآخرة؟ وكيف يكون العفو المأجور؟ بالعفو فقط، أو العفو والدعاء له؟ أيهما الصحيح؟ ومتى يكون العفو مذموما؟
_*أولا:*_ يجوز الدعاء عليه من باب إظهار عقوبته، وإظهار ظلمه، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، فإذا أصابته دعوة المظلوم ارتدع عن الظلم، وارتدع أمثاله عن التعدي على الآخرين، ويجوز ترك الدعاء، ليتوفر الأجر في الآخرة، فقد يكون الدعاء عليه فيه انتصار، وانتقام منه، فمن استطاع أن يتحمل ويصبر فقد قال الله تعالى: وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ . _*ثانيا:*_ إذا كان هذا الظالم مستمرا في ظلمه وكيده، جاز إظهار فعله للناس، وجاز رفعه إلى المحاكمة للأخذ على يده، ومنعه من الظلم، فإن ذلك خير له، وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: انصر أخاك ظالما، أو مظلوما قالوا: كيف أنصره ظالما قال: تحجزه، أو تمنعه عن الظلم وفي الأخذ على يديه، وعقوبته ردع لأمثاله عن البغي، والكيد على المسلمين، والاستطالة على المستضعفين. _*ثالثا:*_ الأجر في الآخرة هو أفضل من الانتقام في الدنيا، فقد قال تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ فإذا عفى المظلوم، وتسامح عن الظالم، فإن في ذلك إعادة الإخوة، وصفاء القلوب في الدنيا، وإجزال الأجر، والثواب عند الله. _*رابعا:*_ يكون العفو بترك المطالبة، وترك الحقوق التي أخذت لقول الله تعالى: وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وإذا جمع بين الصفح عن أخيه المعتدي، ودعا له بالهداية كان في ذلك خير كثير، أما إذا كان العفو عنه يزيده عتوا، ونفورا، وتكبرا، وتماديا في الظلم، والعدوان، فإن هذا العفو يكون مذموما. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

أخرى ...

حكم الشرع في المبلغ الذي أخذه زوجي من الخزينة وعندما أعدته إلى المدير رده إلي وقال اعتبروه مساعدة

س زوجي كان يعمل في شركة تابعة للدولة وذات يوم طلب من المدير العام مبلغا من المال لشراء