فتاوى ابن جبرين » الآداب الشرعية » الأخلاق » الأخلاق الحميدة » من الأخلاق الحميدة الاستقامة » استقامة اللسان على الذكر والثناء
هل الأذكار تقي من السحر
س: معروف أن الأذكار تحفظ الإنسان، لكن يقال: أن
الإنسان إذا قالها وكان مُقدَّر له أن يصيبه شيء من عين أو سحر أنه يصيبه منه
بقدر معين ولا يسلم منه سلامة كاملة.. فهل هذا صحيح ؟ أم أن الإنسان إذا
قال الأذكار حفظه الله من كل أذى من عين أو سحر ولو كان خفيفًا؟ وكيف يُفسر
أن الرسول صلى الله عليه وسلم أصابه السحر مع محافظته على ذكر الله؟
على الإنسان الحرص على الإتيان بالأوراد والأذكار في الصباح والمساء وعند
النوم وتكون سببًا في حفظه بإذن الله من إصابة عين أو سحر أو مس أو مرض أو
تسليط شيء من الدواب أو السباع أو الناس، وإذا قدَّر الله شيئًا فإنه يحصل
غفلة من ذلك الإنسان عن تلك الأوراد فتكون الإصابة مُترتبة على نسيانه لتلك
الأدعية، ذكر بعض السلف أنه كان محافظًا على قوله في كل مكان أعوذ بكلمات
الله التامة من شر ما خلق، يقول فلم يُصبني شيء، وفي ليلة لدغتني عقرب
فتذكرت أني نسيت ذلك الدُعاء، وأما أن النبي صلى الله عليه وسلم أصابه السحر
مع مُحافظته على ذكر الله، فلم يُصبه في عقله ولا في تشريعه ولا في عباداته
ولا في أذكاره ولا في صلاته ولم يتفطن له أحد من الناس، وإنما كان عملٌ حال
بينه وبين الإتيان لأهله، كان يُخيَّل إليه أنه يأتي النساء وما يأتيهن، وهذا
مما قد يُصيب الإنسان ولو كان يتعوَّذ أو يُحافظ على الأذكار إذا قدَّره الله؛
لقوله تعالى: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
والله أعلم.
,أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -