استخدام القوة فيما يرضي الله تعالى

فتاوى ابن جبرين » الآداب الشرعية » آداب المعاملة » آداب استخدام القوة » استخدام القوة فيما يرضي الله تعالى

واجب المجتمع تجاه أولئك الأشخاص الذين يسيئون إلى أمن المجتمع


س: ما واجب المجتمع تجاه أولئك الأشخاص الذين يسيئون إلى أمن المجتمع ويسعون إلى ترويع الآمنين ويحاولون زعزعة أمن واستقرار المجتمع المسلم؟ وما واجب المسلم تجاه من يدرك خطره وضرره على المجتمع وأنه أحد أسباب هذه المشاكل وأنه يسعى للخراب والتدمير وفرقة المسلمين ؟
لا شك أن المسلم المؤمن يحمله إيمانه على النصح لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم ويعرف أنه مدين لمجتمعه المسلم بالمحبة والإخلاص في المعاملة ويمنعه ويحجزه عن الأضرار والإساءة وإيصال الشر إلى المجتمع المسلم الذي له الحق عليه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه والمعنى أن إيمانه يحمله على محبة إخوته والحرص على إيصال الخير إليهم وكف الشر عنهم، فمتى بدر من أحدهم ما يُخل بأمن البلاد أو يزعزع الاستقرار فإن ذلك دليل ضعف إيمانه، وقلة احترامه للمسلمين، وامتلاء قلبه بالحقد والضغن على بلاده وأهلها، وهذه الصفة تخرجه عن الأخوة الدينية، وتُبعده عن أن يكون محل ثقة وأمانة، ومتى وصل المواطن إلى هذه الحال السيئة فإن المسلمين جميعًا يمقتونه ويبغضونه وينددون بفعله الشنيع ويحذرون من الركون إلى قوله ومن الثقة بالقرب منه حيث إنه يعتبر عضوًا أشل. وذلك أن الله تعالى عقد الأخوة بين المسلمين وذكرهم بذلك في قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ وقوله: فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وأكد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يسلمه بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وكذلك جاءت السنة بشرعية الأسباب التي توطد هذه الأخوة مثل قوله صلى الله عليه وسلم: للمسلم على المسلم ست تسلم عليه إذا لقيته وتجيبه إذا دعاك وتشمته إذا عطس وتعوده إذا مرض وتتبع جنازته إذا مات وتحب له ما تحب لنفسك فانظر إلى هذه التوجيهات النبوية التي جاءت بها هذه الشريعة فيما يتعامل به المسلم مع أخوته المسلمين. وهكذا جاء أيضًا الإسلام بعموم الإحسان والأمر به حتى لغير المسلم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة ولما أمر بالإحسان إلى الجيران جعل للجار الذي حقه من حقوق الجوار، وكل هذه التوجيهات تبين أن هذا الدين جاء بتأكيد المودة والإخاء وحذر مما ينافي ذلك من محاولة الإضرار ومن زعزعة الاستقرار، وأن من ضار مسلمًا ضاره الله، ومن شق على مسلم شق الله عليه، وأن من غش فليس من المسلمين فيجب على أفراد أهل الإسلام أن يعرفوا حقوق إخوانهم والمجاورين لهم وأن يحذروا كل الحذر من إيقاع السوء بإخوانهم وأن ينصحوا لدولتهم وولاة أمرهم بالتحذير من كل من عرف عنه السوء والفساد حتى يأخذوا على أيدي أولئك المُفسدين المقرضين ويقضوا عليهم حتى ينقطع دابر الفساد وأهله، والله الموفق والمعين. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

أخرى ...

هل إذا رحم الإنسان مريضا يصاب بمثل مرضه

س يقول بعض الناس إذا رأى إنسان مريضا ورحمه وتعاطف معه ورثى له أنه يصاب بما كان في