السفر من بلد يشاهد فيه المنكر ولا يمكنه الإنكار

فتاوى ابن جبرين » عادات » السفر » أقسام السفر » السفر هربا » السفر من بلد يشاهد فيه المنكر ولا يمكنه الإنكار

الانتقال من المدينة الصغيرة إلى المدينة الكبيرة لغير حاجة


س: قد لا يخفى عليكم أنه من الأمور المعروفة أن المدن الصغيرة الريفية أفضل صحيًا من المدن الكبيرة الضخمة سواء للبالغين من الناس وللصغار من باب أولى، وقد ذكر أهل الاختصاص من الأطباء أن المواد الناتجة من عوادم (دخان) السيارات ضارة بصحة الناس وخصوصًا الأطفال، وعليه: هل يجوز شرعًا أن ينتقل أحد بأطفاله من مدينة صغيرة (عدد سكانها حوالي عشرة آلاف نسمة) تقريبًا إلى مدينة كبيرة (عدد سكانها حوالي ثلاثة ملايين نسمة تقريبًا وتكثر فيها السيارات المصدرة لذلك الدخان الضار مع عدم وجود ضرورة لهذا الانتقال مع العلم أن المدينة الكبيرة أكبر من الصغيرة بحوالي ثلاثمائة ضعف كما هو ظاهر. إذا صح ما ذكرته عن أهل الاختصاص فهل يجوز ذلك الانتقال من المدينة الصغيرة إلى المدينة الكبيرة من غير ضرورة ولا حاجة ؟
أنا لا أتحقق من صحة ما ذكره أهل الاختصاص من الأطباء حيث أن الواقع لا يشهد له بل المدن الكبيرة كالصغيرة في الصحة والنمو والتمتع بالحياة الطيبة ولا أرى فارقًا كبيرًا بين المدن والقرى حسب ما ذكر عن أهل الاختصاص حيث أن عوادم السيارات توجد كثيرًا في المدن كالقرى وأن الدخان يختلط بالهواء وينزل جرمه الأرض وتطير به الرياح وتحمله إلى حيث يعلمه الله ثم يصير ترابًا كرماد اشتد به الريح في يوم عاصف وأيضًا فمن المعلوم أن انتقال الإنسان من بلد صغيرة له فيها مسكن أو حرث أو حرفة أو عمل ودخل يكفيه إلى مدينة كبيرة لا يحصل إلا لسبب ومبرر قوي فلا يمنع من ذلك فقد يؤثر القرب من أسرته وقبيلته وقد يقصد التعلم والتلقي عن العلماء وقد يحصل له عمل وظيفي أحسن من عمله في القرية فيتبعه أولاده صغارًا وكبارًا وله أسوة بأهل المدينة المقيمين فيها منذ ولدوا حيث لم يحسوا بضرر أو مرض سيما بعد أن توسع الناس في المساكن وتباعدت المنازل وفصلت الشوارع والطرق الواسعة فأصبحت المساكن في تباعدها وسعتها أحسن من القرى والبلدان الصغيرة المتقاربة. والله أعلم. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

أخرى ...