فتاوى ابن جبرين » عادات » السفر » أقسام السفر » السفر هربا » السفر من بلد يكثر فيه الحرام ويقل فيه الحلال
الانتقال من مدينة لا يوجد فيها مفاسد إلي أخري يوجد بها مفاسد
س: هل يجوز أن ينتقل المسلم بأطفاله (مع أنهم لم يميزوا بعد) من
مدينة صغيرة (عشرة آلاف نسمة تقريبًا) لا يوجد بها من المصارف إلا مصرف
الراجحي ولا يوجد بها محلات فيديو لبيع الأفلام والأشرطة المفسدة للأخلاق
ولا يباع فيها دخان (فيما يظهر) ولا يكاد يوجد في محلاتها مجلات مفسدة
للأخلاق إلا نادرًا ولا يوجد بها محلات لبيع أشرطة المعازف، ولا محلات لبيع
أو صيانة أطباق البث الفضائي، هل يجوز له أن ينتقل بهم من تلك المدينة إلى
مدينة كبيرة (ثلاثة ملايين نسمة أو أكثر) توجد بها جميع تلك الأمور المحرمة
من غير ضرورة لذلك الانتقال؟
إذا خاف على أطفاله الفساد ولم يستطع
السيطرة عليهم وجب عليهم الهرب بهم إلى بلد يأمن فيه على أخلاقهم وعقائدهم
ولو كان في الهرب تعرض لفقد شيء من المصالح الدنيوية كوظيفة أو حرفة أو حرث
فإن المرء مسئول عن ذريته ويهمه صلاحهم وحفظهم عن العقائد المنحرفة وعن كل
ما يفسد الأخلاق والآداب ويصرف الفطر عن الاستقامة وهكذا يقال إذا لم يكن
قادرًا على حفظ أولاده عن ما يفسدهم لم يجز له القدوم بهم على أماكن الرذالة
والفحشاء والمنكر وذلك وقوعهم في شراء الأفلام الخليعة وعكوفهم على النظر
إلى تلك الصور الفاتنة العارية مما يوقع في الدعارة واقتراف الزنا ومقدماته
ويجرئ النساء على التكشف والتبرج وكذا سماع أشرطة الأغاني الماجنة وأصوات
الفنانين والفنانات مما يحصل به الإعجاب بهم وتقليدهم مع بعث الهمم إلى
الفاحشة أو مقاربتها وهكذا النظر إلى ما تأتي به أطباق البث الفضائي
المشتمل على الفضائح والمنكرات وكشف العورات ومشاهدة من يرتكب الفاحشة علنًا
وهكذا ما يحصل من النظر إلى الصور في المجلات الخليعة التي تحوي ما يفسد
العقائد ويصرف القارئ لها عن الاستقامة والعقيدة السليمة وهكذا وجود أماكن
لبيع الدخان أو المسكرات والمخدرات فمتى كان الوالي غير قادر على حفظ ذريته
عن الوقوع في هذه المنكرات حرم عليه القدوم بهم عليها ووجب عليه الهرب من
أماكنها. والله أعلم. ,أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -