حكمة تشريع صلاة الاستسقاء

فتاوى ابن جبرين » عبادات » الصلاة » حكم الصلاة » صلاة التطوع » الصلوات المسنونة المطلقة » صلاة الاستسقاء » حكمة تشريع صلاة الاستسقاء

الحكمة من مشروعية صلاة الاستسقاء


س: متى تُشرع صلاة الاستسقاء ؟
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين - صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين - أما بعد: فإن الله سبحانه يبتلي عباده المؤمنين والكافرين ، وفي هذا الابتلاء تذكير لهم بحاجتهم إلى ربهم ، وعدم استغنائهم عن فضله طرفة عين ، كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ وقال تعالى: وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ فهو سبحانه يبتلي عباده ليتذكروا أنهم لا يستغنون عن فضل ربهم؛ فيحملهم ذلك على أن يدعوا ربهم، ويتوبوا، وينيبوا إليه، ويتذكروا حاجتهم، وفاقتهم إلى الله تعالى ، وقد أمرهم الله بدعائه، ووعدهم أن يجيبهم ، فقال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من لم يسألِ الله يغضب عليه وقد جاء في الأحاديث أن الرب سبحانه وتعالى كريم جواد ، عطاؤه كلام وعذابه كلام ، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ، وفي الحديث : يمين الله ملأى لا تغيضها نفقة، سَحَّاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض، فإنه لم يغِض ما في يمينه وفي الحديث القدسي: يا عبادي لو أن أولكم، وآخركم، وإنسكم، وجنَّكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقُص مما عندي إلا كما ينقُص المِخيط إذا أُدخل البحر ومع ذلك، فإنه قد يَبتلي عباده بالفقر، والفاقة، وشدة المُؤن كما قال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ فيبتليهم بالقحط، والجدب العام أو الخاص، مع كمال غناه وقدرته على إغاثتهم ، وفي هذا الابتلاء تُذكر حاجتهم وضرورتهم إلى ربهم ؛ ولذلك يدعونه، ويرفعون إليه أكف الضراعة حتى أن البهائم ترفع رؤوسها إلى السماء تستسقي ربها ، فمتى عرف العباد ضرورتهم إلى ما عند الله ، ودَعَوه مخلصين له الدين ، وألحُّوا في الدعاء، وتابوا إلى الله من المعاصي، والمحرمات ، فإن الله تعالى يرحمهم، ويَقبلهم، ويَزيل ما بهم من الكُربات ، ويخفف عنهم المصائب ، فأما إذا تمادوا في العصيان، واستمروا على المخالفات، وركوب الفواحش، وترك الطاعات، وإظهار عدم الحاجة إلى الله تعالى ، فإنه يعاقبهم إذا شاء ، ولا يجيب دعوتهم ، ولا يعطيهم طِلبتهم حتى يراجعوا دينهم، ويأخذوا على أيدي سفهائهم ويأطُروهم على الحق أطرا، ويَقصُروهم على الحق قصرا ، ويقيموا عليهم حدود الله ، ويأخذوا الحق من الظالم، وينصفوا المظلومين ، ويقيموا شرع الله بينهم ، فمتى فعلوا ذلك فإن الله سبحانه لا يخلف وعده، بل يعطيهم، ويرزقهم إذا حققوا التقوى لقول الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ولأجل ذلك شُرِعت صلاة الاستسقاء، وفعلها النبي - صلى الله عليه وسلم - فخرج بأصحابه إلى البقيع وصلى بهم، ودعا ربه، فما رجعوا حتى نزل المطر ، واستسقى ربه في خطبة الجمعة، فأجاب دعوته، واستمر المطر عليهم أسبوعا حتى دعا الله بقوله: اللهم حوالينا ولا علينا . وهذه أسئلة تتعلق بصلاة الاستسقاء وضعها واختارها الشيخ الدكتور طارق بن محمد الخويطر فنقول في جواب السؤال الأول: تشرع صلاة الاستسقاء إذا قحط المطر ، وتأخر عن إبانه ، ويبُست الأرض وما عليها من النبات ، وغارت المياه ، فهنالك يصلون صلاة الاستسقاء. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

أخرى ...