شروط العدالة

فتاوى ابن جبرين » معاملات » توثيقات » الشهادة » أركان الشهادة » الشاهد من أركان الشهادة » شروط الشاهد » شروط أداء الشاهد » شروط عامة في جميع الشهادات » كون الشاهد عدلا » شروط العدالة

إجارة المحل للمحرمات


تعلمون يا فضيلة الشيخ أن في هذه الأيام كثرت وسائل الفساد التي تستورد بكميات كبيرة وتزداد يومًا بعد يوم ويلتقط بواسطتها القنوات الإباحية والمناظر الخالعة لرجال ونساء وهم عراة وقد فتنا بها شرذمة همها الإفساد بالأرض وسؤالي يا فضيلة الشيخ هو: 1 ـ هل يجوز تأجير عقاراتنا لأشخاص يضعون في أملاكنا المؤجرة عليهم هذه الوسائل وما هو الحل الذي يجعلنا نتخلص ممن قام بتركيب هذه الأجهزة على عقاراتنا بدون رضى منا هل الذي يتحمل وزر ذلك وإثمه المالك أم المستأجر أو من كان سببًا في دخولها إلى البلاد وما حكم أموالنا الذي حصلنا عليها من المستأجرين ونحن نعلم بهذه الأجهزة التي على سطوح عقاراتنا المؤجرة عليهم ؟ 2 ـ وهل من أدخلها وأقر بها إلى بلاد المسلمين ينطبق عليه قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا الآية وما الحكم الشرعي الذي ينطبق عليه ؟ 3 ـ ما حكم شهادة من يتواجد في بيته هذا الجهاز ونحن نعرف أن ذلك منافيًا للعدالة الشرعية التي يتصف بها الإنسان فإذا كان الفقهاء رحمهم الله أسقطوا عدالة من يرتكب الصغائر ويدمن عليها... إذن ماذا نقول بمن ينظر في منزله هذه القنوات ليلا ونهارًا ؟؟ وقالوا حتى من استمع إلى كلام النساء الأجانب والنظر إليهن والقعود في مجالس تنتهك فيها الحرمات الشرعية قدح ذلك في عدالته وردت شهادته. فإذا برز شخص يتبع الزيغ ويميل لهوى مضل وقال أن هذه القنوات يخرج بها علماء ومشايخ لتعليم أمور ديننا قلنا إن هذا ليس قصدك وإنما هي حجج جاهلية وداحضة ولا تستند إلى دليل شرعي فكانت دعوى ساقطة فإن الذي يريد أن يتعلم أمور دينه يجده في مجالات متعددة وكثيرة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
_*جواب السؤال الأول:* _ قال الله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من سن سنة سيئة عليه إثمها وإثم من عمل بها لا ينقص من آثامهم شيئًا وقال تعالى: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وقال تعالى: لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ولا شك أن هذه الأجهزة لاستقبال القنوات الفضائية من أكبر أسباب الضلال والفتن والفواحش والفساد في الأرض فإنها تبث الدعاية لتعظيم الكفار وتفخيم شأنهم وتقليل شأن المسلمين فيعظم قدر الكفار في قلوب ضعفاء الإيمان وكذلك تبث الصور الداعرة التي تدفع إلى فعل الفواحش المحرمة وارتكاب الجرائم من الزنا والسرقة والاحتيال لأخذ الأموال والدعاية إلى شرب الدخان والمسكرات والمخدرات وغير ذلك من الفساد الذي يحصل بسبب هذه القنوات الفضائية، فنقول إن على أصحاب العقارات أن يشترطوا عند العقد عدم تركيب هذه الأطباق وأنهم متى خالفوا حق للمالك إخراجهم بدون أن يرد عليهم شيئًا مما دفعوا له أو مما أنفقوا في ذلك العقار وإذا التزموا بهذا الشرط فالمسلمون عند شروطهم، فللمالك إخراجهم بالقوة أو تكليفهم بإخراج تلك الأجهزة حتى لا يكون شريكًا في الإثم. والله أعلم. _*إجابة السؤال الثالث:* _ نقول إن هؤلاء الذين يكبون على النظر إلى تلك الصور الفاتنة وسماع تلك الأصوات الخاضعة تسقط عدالتهم فإن سماع الأغاني محرم وتسقط به العدالة وترد شهادة فاعله كما ترد شهادة سائر العصاة بفعل الذنوب أو بترك الطاعات أو بالاستمرار على ترك السنن والمندوبات أو بمخالفة العادات المألوفة في البلاد كالأكل في السوق والمشي حاسرًا وإبداء شيء من العورة أمام الناس وما أشبه ذلك وتوضيح ذلك يرجع فيه إلى كتب الفقهاء. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

أخرى ...