حكم الصلح

فتاوى ابن جبرين » معاملات » منازعات » الصلح » حكم الصلح

الصلح خير بين الزوجات


س: أنا امرأة مريضة، أشتكي ظهري، تزوجت من رجل، وبعد أن أنجبت منه طفلين، أحسست من نفسي العجز عن القيام بحقه، حيث إنه يريد مني ما يريد الرجال، وأنا لا أتحمل، فاتفقت معه على أن أخطب له امرأة، وبالفعل خطبت له مدرسة، واشترطت عليها شروطًا منها: 1- أنها تصرف على نفسها وعلى أولادها، ولا ترهقه بالنفقة؛ لأنه مدين. 2- وأن تكون النفقة منه على بيته والإيجار. 3- وأن نكون أنا وهي كالأخوات في التواصل، وشروطًا أخرى. فوافقت على كل الشروط، وبعد الزواج جعلت تلك المرأة العهود والشروط وراء ظهرها، ونقضتها كلها، وأثَّرت على زوجي كثيرًا حتى صار لا يأتينا إلا قليلا، ثم أخَذَت تتتبع أخباري، وتَشِي بي عند زوجي، حتى كرهني وأوقع علي طلقة واحدة، ففجعت بهذا وذهبت إلى أهلي، ووقفت أمام والديّ كالمجنونة فهدّآني، وبعد مضي الوقت طلبت منه أن يراجعني، ليس من أجله هو، ولكن من أجل صغاري، وخاصة ابني الأكبر، حيث إنه متعلق بوالده كثيرًا، فكلما دخل علينا - قبل الطلاق - قال له: لم لا تأتينا يا أبي كثيرًا كما كنت من زمان؟ أين أنت؟ وإذا غاب عنّا ذهب إلى مكانه وأخذ يشمشم فراشه ووسادته، فماذا سيفعل لو فارق والده دائمًا. وقد وافق زوجي على استرجاعي بشروط منها: أن يذهب بأولادي إلى زوجته الأخرى متى شاء، وأن لا يذهب بي إلى مكان عملي، مع أني أشهد الله يا شيخ أني أعطيه إياه بكامله، ولا أنتفع منه بريال واحد كل هذا من أجل سداد دينه، فوافقت مذعنة ومطيعة على شروطه، ولم تكن هذه فقط ولكنها كثيرة، هذا أهمها. وزوجته الأخرى تحتفظ براتبها كله ولا تصرف منه حتى على نفسها. وهذا خلاف ما اشترطناه عليها عند الخطبة ولكن أقول: حسبي الله ونعم الوكيل. رجعت إلى بيتي، وحاولت قطع العلاقة مع الزوجة الأخرى، فتحسنت أوضاعي ولله الحمد، وقَلت مشاكلي، وبعد فترة من الزمن اتصلت علي زوجة زوجي الأخرى طالبة مني العفو والصلح وإعادة العلاقة بيننا كما كانت؛ لأنها رأت أمور مستقرّة، فرفضت أشدَّ الرَّفض، فقالت لي: إن الله غفور رحيم، وقال لي ذلك زوجي أيضًا، فقلت: أتقارنونني برب العالمين، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسلم قاتل عمه حمزة - وحشيّ - أمر أن لا يرى وجهه حتى لا يتذكر عمه - إن صحت الرواية - وأنا نفس الشيء أخاف إن رددت العلاقة معها من أمرين الأول: أن أتذكر ما فعلت بي فتسوء علاقتي معها. والثاني: أن تعود المشاكل كما كانت بسبب الغيرة إذا أتتني وأتيتها، ورأت ما عندي ورأيت ما عندها. والآن يا شيخنا الكريم أنا في حيرة من أمري، إذا لم أوافق على الطلب من شيئين هما: 1- هل أكون عاصية لزوجي مع العلم أنه يسعى في مصلحتها؟ 2- هل عليّ ذنب في قطعي للعلاقة معها - وهي ترغب في وصلها - أم لا؟
حيث لا صلة بينك وبين هذه الزوجة من نسب ولا قرابة، وحيث سبق منها إساءة وأنواع من العداء، كان من نتيجتها إيقاع الطلاق الأول عليك، فأرى أنه لا يلزمك الصلح معها، ولا تكوني عاصية إذا لم تحصل الموافقة، ولكني أشير للصلح إذا تحققت صدقها وصدق الزوج، فالصلح خير، وحتى لا تحصل القطيعة بينك وبين الزوج. ونرى أنه لا ذنب عليك إذا لم توافقي على هذا الصلح معها مع رغبتها في التواصل، ولكن من باب الإصلاح وحتى يكون ذلك أدعى إلى إرضاء الزوج الذي هو مقصود شرعًا. والله الموفق. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

أخرى ...