الصلح عن دعوى الطلاق

فتاوى ابن جبرين » معاملات » منازعات » الصلح » أركان الصلح » محل الصلح » مصالح عنه » أقسام المصالح عنه » المصالح عنه إذا كان حقا للعبد » شروط المصالح عنه إذا كان حقا للعبد » كون المصالح عنه حقا ثابتا للمصالح في المحل » الصلح عن دعوى الطلاق

أخذ الزوج جزءا من المهر على وجه الصلح


س: تزوجت في شهر شعبان الماضي الزوجة الثانية (وهي ثيب) وبعد مضي شهرين رأيت منها ما يجعلني أعرض عنها فوصلتها لأهلها وعزمت على طلاقها وقد تكلفت في زواجي أكثر من مائة ألف ريال، منها أربعين ألفا صداقا والباقي نفقات أخرى، فلما علمت أنها لا تريد الطلاق قلت ضعي لي من مهرك نصفه وأرجعك ويكون هذا صلحًا بيننا لقوله تعالى: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ الآية، فهل يحق لي هذا أم أسرحها بإحسان لأني ليس لي فيها رغبة؟
وهذه هي الإجابة عليه: ـ إذا رأيت منها ما يجعلك تُعرض عنها لأجل فعلها شيئًا يقدح في عدالتها أو في شرفها أو في عفافها كفعل فاحشة أو مُقدماتها فالأولى فراقها وتسريحها بمعروف ولا تأخذ منها شيئًا، وأما إذا كان الذي رأيته منها يتعلق بمعاملتها معك كشدتها وقسوتها وتكاسلها عن العمل وعن القيام بحق الزوج وعن النظافة والخدمة المُعتادة أو رأيت منها كثرة العذل والتوبيخ أو كثرة الطلبات أو كثرة الخروج والتردد إلى الأسواق أو الاتصالات الهاتفية أو نحو ذلك، فننصحك بإبقائها وردها إلى ذمتك، ولك في هذه الحال أن تطلب منها على وجه الصلح ما تسمح به نفسها سواء نصف المهر أو أكثر أو أقل، وقد أخبر الله تعالى أنه يجوز لها أن تبذل صداقها لزوجها وله أن يأخذ منها ما سمحت به، قال الله تعالى: وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا وهكذا ما تدل عليه الآية المذكورة في السؤال وهي قوله تعالى: وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وقرأها بعض القُرَّاء (أن يصالحا بينهما صلحًا)، وهكذا إذا أسقطت بعض حقها رغبة في الإمساك أو سمحت بترك القسم لها كما فعلت ذلك سودة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها، والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

أخرى ...