فتاوى ابن جبرين » معاملات » منازعات » القضاء » أركان القضاء » ركن القضاء الخامس القاضي » التحكيم
حكم يمين المثل
س: ما حكم الشرع فيما يسمى بدين المثل أي (يمين المثل) وهو
أنه حينما يختصم شخصان في الغالب فإنهما لا يذهبان إلى المحكمة لحل النزاع؛
وإنما يذهبان لرجلٌ معروف في القبيلة يسمى (الحق) ، أو (مقطع الحق) بتراضٍ
منهما ويقوم هذا الرجل بالنظر في دعوى المتخاصمين ثم يقرر حكمًا يسمى (فَرْضٌ)
ومن ذلك الحكم دين المثل بأن يحلف المحقوق من المتخاصمين بالله العظيم لو
أني كنت مكانك يقصد أنني لو كنت أنا المعتدي علي لرضيت بما فُرض عليّ ولعفوت
عنك كما تعفو عني، علمًا بأن هذا الرجل -الحق- يفرض مبالغ قد تكون كبيرة جدًا
يدفعها الشخص الذي وقع عليه الحق بعد أداء هذا اليمين وقد يحلف أكثر من
واحد ممن له صلة بمن وقع عليه الحق بنفس هذه اليمين.
أرى أن هذا حكم بغير ما أنزل الله تعالى فإذا كان هناك قاض شرعي عينه
الحاكم لزم الترافع إليه والرضا بما حكم وإن لم يوجد القاضي الشرعي لزم
الإصلاح بين المتخاصمين بما يقرب من الحق دون ترافع إلى هؤلاء القانونيين
الذين يلزمون بلا دليل ويفرضون مبالغ مالية يدفعها المحكوم عليه قد تكون
ظلمًا ولا يبرر ذلك ما يزعمونه من أن هذا إصلاح ذات البين حيث إنه يخالف
قواعد الشرع بفرض هذا المال وبهذه اليمين التي يفرض فيها ما لم يدل عليه
دليل فعليكم نصحهم وإرشادهم إلى الحكم الشرعي وترك هذه العادات المخالفة
للشرع. والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
,أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -