فتاوى ابن جبرين » معاملات » أحوال شخصية » الرضاع » مشروعية الرضاع
هل ورد في القرآن ما يدل على أن الرضاع الطبيعي مبارك
س: نما إلى علمي أن الله
يُبارك في الرضاعة الطبيعية، وأن القرآن يَنُصُّ على أن (أن كل قطرة من الحليب
الطبيعي) هي مُباركة، أرجو أن تُخبرني أين ورد ذلك في القرآن ؟
أمر الله تعالى النساء بإرضاع أولادهن في قوله تعالى: وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ
أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ
وهذا خبر بمعنى الأمر، وذلك لأن الله تعالى جعل في قلب الأم حنانًا وشفقة
ورِقَّةً ورحمة لولدها- ذكرًا كان أو أُنثى- فمن آثار هذه الشفقة تدر عليه بما
خلق الله في صدرها من هذا اللبن الذي يتغذى به في صغره، وينبت عليه لحمه
وجسمه، ولأجل ذلك حرَّم الله عليه نكاح أُمه من الرضاعة، وأخته من الرضاعة،
وجاء في الحديث: يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ؛ وذلك لأن هذا الرضاع
يكون فيه تنمية لذلك الرضيع، فيكون ابنًا لتلك المُرضعة، وهو ما ذُكِرَ في قوله
صلى الله عليه وسلم: إنما يحرم من الرضاع ما أنبت اللحم، وأنشز العظم وإذا
كان كذلك فإن إرضاع الوالدة لولدها هو مما يُثيبها الله تعالى عليه، ومما
ينتفع به الولد، وتحصل برضاعها البركة والخير، وهو أفضل من اللبن الصناعي
الذي خلقه الله في البهيمة غذاءً لولدها، والله أعلم.
,أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -