الزواج من المرأة المسلمة من بلد الكفر

يجوز ذلك إذا تمت الشروط وانتفت الموانع، فإن الله تعالى قال في المهاجرات بعد أن أمر بامتحانهن: وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فالمسلمات في تلك البلاد مهاجرات غالبًا من دول تدَّعي الإسلام، ولكنها تحارب أهله في الحقيقة، حتى تعاقب المرأة إذا تحجبت بستر رأسها فضلا عن وجهها، وتعاقب الشاب الذي يذكر عنه الصلاة في المسجد، وتسمي أولئك إرهابيين، وتدعي أنهم هم الذين يظن أنهم يقلبون الحكم، فلذلك ملئوا السجون من أهل التدين والصلاح، حتى هرب الصالحون، ولجأوا إلى بلاد النصارى، حيث يأمنون على أبدانهم وحرماتهم، ويتمكنون من عبادة ربهم، كما هاجر الصحابة إلى الحبشة وهي بلاد كفر وتنصير في ذلك الزمان، فعلى هذا لا مانع من نكاح المرأة المسلمة في أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا أو غيرها إذا كانت عفيفة محصنة، ولو كانت قد تجنست بجنسية تلك الدول لتأمن على نفسها، ولتحصل هي ووليها على القوت والكسب الحلال، ولا يضر العقد الرسمي على حسب قانون البلد، لأجل الإضافة في دفتر العائلة، ثم يتم العقد الشرعي بعد ذلك بإيجاب من الولي، وقبول من الزوج، وشاهدي عدل، وتسمية مهر والتزام بالشروط الشرعية من النفقة والكسوة والسكنى، وتسليم الزوجة له، ومنعها من المحرمات، والله أعلم. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين المزيد