العفو عن القصاص

فتاوى ابن جبرين » معاملات » الجنايات » القصاص » ما يسقط به القصاص » العفو عن القصاص

تفضيل القصاص من القاتل المستهتر عن العفو


س: أرجو من فضيلتكم التكرم بإجابة مسألتي التي أدت إلى حدوث العديد من واحدة المشكلات بين أفراد أسرتي، حيث أنه قُتِلَ أحد أبنائي غدرا وبدون حق، فنتج عن ذلك خلاف شديد في صفوف أسرتنا، فأنا أميل إلى العفو عن القاتل أخذا بالنصوص الشرعية التي تحث على ذلك، وأما زوجتي (والدة القتيل -رحمه الله- ) وأغلب أولادي من الذكور والإناث، فإنهم يريدون القصاص، وهناك من أولادي من هو متردد محتار في كيفية الخروج من هذا لمأزق. إن زوجتي وأولادي يرجحون القصاص على العفو للأسباب التالية:- 1- أن القاتل شاب معروف باستهتاره وبعده عن التمسك بالدين والخلق القويم، وما زال على هذا الاتجاه المنحرف. 2- أن العفو عن هذه النوعية من الناس يجعلهم يجترئون على سفك دماء المسلمين، لأنهم سوف يقتلون من تسول لهم أنفسهم قتله، وهم مطمئنون على أن مصيرهم العفو. 3- تحقيق رغبة القتيل - رحمه الله - فإن هناك من ينقل عنه بأنه أوصى عند وفاته بأخذ حقه من قاتله الذي قتله بغير حق. وإن ما زاد الوضع تأزما أن أبنائي قد تعاهدوا على قتل القاتل بعد خروجه من السجن إذا عفوت عنه، بل إنهم جعلوا بينهم قرعة لاختيار من سيقوم بتنفيذ ذلك في القاتل إذا عُفِيَ عنه. فضيلة الشيخ: إنني في حيرة من أمري، فهناك من ينصحني بالعفو أخذا بالأدلة الواردة فيه، كما أن هناك من ينصحني بالقصاص خوفا على أولادي من الوقوع في قتل القاتل إذا عفوت عنه مما يفقدني اثنين من أبنائي، وهناك أيضا من يرى وجاهة رأي زوجتي وأولادي وأنه أقرب لقواعد الشرع. فأفتونا مأجورين فيما ترون أنه أقرب لقواعد الشرع في مسألتنا، وجزاكم الله خير الجزاء على ما تبذلونه في سبيل نشر الإسلام وتبصير المسلمين بدينهم.
الأفضل هنا القصاص، حيث أن القاتل مستهتر، وبعيد عن التمسك بالدين، فالعفو عنه يعرضه إلى أن يقتل آخر وآخر، وأن أخوة القتيل سوف يقتلونه كما التزموا، فالقصاص أولى لما ذكر من الأسباب. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

أخرى ...