أضرب التميز عن المسلمين

فتاوى ابن جبرين » معاملات » سياسات » السلم (الصلح) » أنواع السلم » السلم المؤبد (عقد الذمة) » أركان عقد الذمة » من أركان عقد الذمة المعقود له ( الذمي ) » واجبات الذمي المعقود له » تميز الذمي المعقود له عن المسلمين » أضرب التميز عن المسلمين

ما يتميز به المسلم عن الكافر


س: ما هي الأوصاف التي يتميز بها المؤمن عن الكافر والجاحد ؟
نشكركم على اهتمامكم في هذه المجلة بالمسائل العلمية في العقيدة والأعمال، وحسن نيتكم في اختيار هذه الأسئلة التي تُفيد الطالبين والطالبات في عباداتهم واعتقاداتهم، ونحن نُجيب عليها بما يتحمل الوقت، مُراعين الاختصار وعدم سرد الأدلة أو التعليلات التي يطول بها الجواب. فأولًا: الأوصاف التي يتميز بها المؤمن عن الكافر تكون في الظاهر وفي الباطن؛ فالمؤمن يُؤمن بالله تعالى إلهًا وربًا وخالقًا، فيعبده وحده ويصد بقلبه وقالبه عن المعبودات غير الله، وكذلك يتميز بالأعمال الظاهرة فيُحافظ على الصلوات ويُؤدي أركان الإسلام الظاهرة، ويلتزم الطهارة من الأحداث والأخباث، ويتميز أيضًا في كلامه؛ فهو يذكر الله ويُثني عليه ويحمده ويشكره، ويعترف بتقصيره فيستغفر ربه ويتوب إليه، ويُكثر من الثناء على الله تعالى ويعترف بفضله وإنعامه عليه، ويتميز أيضًا بالعادات؛ فيلبس لباسًا إسلاميًا يستر رأسه بالعمامة ونحوها، ويستر بدنه بالقميص الواسع الذي يستر جميع جسده، وكذلك يتميز في مشيته فلا يتمايل ولا يتبختر ولا يتكبر ولا ينظر في عطفيه، ويحرص على البُعد عن مُشابهة الكُفار في خصائصهم وفي عاداتهم وتفكيرهم، وهكذا المرأة المسلمة تتميز عن الكافرة والفاسقة فتحرص على الحجاب الساتر لوجهها ولبدنها ولا تُبدي زينتها إلا لمحارمها المذكورين في القرآن كالزوج وأبيه وابنه والابن والأخ وابنه وابن الأخت والعم والخال، وكذلك تتجنب لبس الضيق من الثياب الذي يُبيِّن تفاصيل البدن وحجم الأعضاء، وكذا اللباس الشفاف الذي يشف عما تحته، وهكذا تتجنب ما نهى عنه الشرع من الوشم والنمص وتشقير الحاجب والوشر والتفلج، وكذا تتجنب التشبه بالكافرات أو الفاجرات في الشعر، فتُرجِّل شعرها وتجعله ضفائر وتُنظفه وتعتني به ولا تقصه ولا تُقصر شيئًا منه إذا كان شعرًا مُعتادًا ولو بلغ ذراعًا أو نحوه. وهكذا أيضًا يتميز المسلم عن الكافر والفاجر بمعاملاته، فالمؤمنون بعضهم أولياء بعض، ومثلهم في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وكذلك المؤمن يُبغض أعداء الله من الكُفَّار والمُبتدعة والعُصاة والفسقة ويُظهر لهم البغضاء والكراهية، ويلقى أحدهم بوجه مُكفهر ويُعاملهم بالقسوة والشدة، وبذلك يكون قد تميز المسلم ميزة ظاهرة، وقد شُرط على الكُفار المُعاهدين والذمِّيين أن يتميزوا بلباسهم وعاداتهم، فيجزون نواصيهم، ويشدون الزنَّار على أوساطهم، ولا يلبسون لباس المسلمين ولا يركبون مراكبهم ولا يجلسون كمجالسهم، وهكذا نُهي المُسلمون عن احترامهم؛ فلا يجوز تصديرهم في المجالس ولا القيام لهم ولا بُداءتهم بالسلام، ويضطرون إلى أضيق الطُرق ويكون لهم حافات الطريق وأطراف المجالس مما يدل على إهانتهم وإضعاف معنويتهم حتى يشعروا بعز الإسلام وأهله، فإن الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

أخرى ...