فتاوى ابن جبرين » معاملات » معاملات مالية » الربا » أثر الربا في العقود » من آثار الربا في العقود رد الزيادة الربوية
صورة من صور الربا
س: اشتريت من إحدى المؤسسات بالرياض أرضًا بالأجل، وهي لا تزال
باسمهم حتى نهاية الأقساط، ثم علموا أني أريد عمارتها، فقالوا: عندنا عقد
تمويل بناء هذه صفته:
قالوا لي: نستطيع أن نُعطيك أربعمائة ألف ريال، فائدتها عشرة بالمائة سنويًّا،
على خمس سنوات، فيكون المجموع ستمائة ألف ريال، لكنهم قالوا: لا نُسَلِّمُكَ
المبلغ، بل تتفق مع مقاول على عقد، وتقسم العقد إلى مراحل، وإذا انتهت
المرحلة أَرْسِلْه لنا، ونحن نعطيه دفعة من المبلغ. وهذا هو الذي حصل، وأعطوا
المقاول المبلغ كاملًا، علمًا أني زدت في البيت من عندي بقدر المبلغ الذي
دفعوه لإتمام البناء، وعلمًا أني بدأت في سداد أقساط التمويل قبل استلام
المقاول أي دفعة.
وقال لي بعض أهل العلم: هذا هو عَيْنُ الرِّبَا؛ لأن العقد على المال دون غيره،
فهل كلامهم صحيح ؟ وهل أكون مُوكِلًا لِلرِّبَا؟ وكيف أعمل؟ علمًا أن صاحب المؤسسة
من أهل الخير، ربما التبس عليه الأمر، وإذا كان من الرِّبَا فسيوقف هذه
العقود-إن شاء الله- أفتونا مأجورين.
نقول: دفعهم لهذه النقود عينًا، وإضافة فائدتها حتى أصبحت زيادتها نصف
قدرها، أرى أن هذا من الربا؛ حيث إنه دراهم بدراهم أكثر منها، وكان في
إمكانهم أن يشتروا لك موادَّ البناء، ويبيعوك تلك الموادَّ بالربح الذي
يُناسبهم، مع تقسيط القيمة، وذلك مثلًا أن يبيعوا عليك أو على المُقاول حديد
البناء، والأسمنت، والبلاط، وأجهزة الكهرباء، والأدوات الصحية، ولبن
البلوك، وما أشبه ذلك، فما اشتروه بألفٍ باعوه عليك بألف ونصف، لمُدة خمس
سنوات. وبكل حال أرى في هذه الحال أنهم يقتصرون على رأس المال؛ لقول الله
تعالى: وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ
والله أعلم.
,أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -